حينما ينبلج نورك تتبدّد كلّ الغيوم السوداء في أعماقي ويرحل عن نفسي الظلام الدامس، تختفي خفافيش الشكّ والضعف من وهاد النفس، وتبدأ أزهار الحياة بالظهور بين صخور الوحدة تمزق نقاب الكرى الطويل . يبدأ سمعي يتلفق تراتيل الحرية، تقترب من مهجتي رويداً رويداً تنثر فيها نغمات الحياة فتعود الألوان تحبو في قلبي، تخط أجمل لوحات الأمل.
حينما يمر شهب نظراتك النارية في فضاء عيني تذوب جبال جليد اليأس، تجري أنهار الحياة في عروقي ويضمحل دجى ضياع روحي في شفق صباح جديد. روحي يا سيدتي طفل تربى بين يديك، نما وكبُر من لمسات أصابعك الساحرة وأنفاس حبك، رضع الحكمة والإيمان من أعماق فؤادك وفكرك. يا سيدتي أنا الشاب الذي عرف نار الحب الطاهر الوجداني من شمس روحك وأدرك عشق الورود والزهور من جمال شخصيتك وتألق باهتمامك وتضحياتك لأجله. يا ملاكي أنا السيد الناضج الذي زرعت في أعماقه قوة الإرادة والتحدي وأضاءت في روحه سراج أمل لا ينطفئ، فحقق معك ما كان حلماً وجعل من المستحيل واقعاً، فارضاً احترامه ومكانته بفضلك، بإيمانك بشخصه وبدفاعك عن روحه وأفكاره حينما تخلى كل العالم عنه.
يا سيدتي انت من جعلني ألمس السماء بنقاء قلبك ورفعتني لأصبح قريباً من ربي، فأنت واقعي الحقيقي، أنت كياني ووجودي وأنت أنت: ملاك الروح. يا ملاكاً منحتك الآلهة جمال النفس وغرست في قلبي روحك، سمعت مخبّآت صدري فنثرت في داخلي كل طهارة وإيمان راسخ جعل مني إنساناً نبيلاً يحمل شعلة بيضاء في عالم كثُرت فيه الرايات السوداء. أحبك.