ابنتي .. بالأمس تذكرت حينما عانقتني بلهفة فور تأخّري غير المقصود تماماً. أعتذر لك بشدة عن هذا الأمر. أعدك أولاً بأنّني لن أتأخّر أبداً؛ فكيف أتأخّر على كلّ هذا الحب...؟! الآن، أسعى جاهداً لكي أكون أباً تفتخرين به حقّاً... بالأمس، قال الطبيب إنّ التّدخين له أثر سلبيّ على مَن حولي فتذكّرتك، فأقلعت عنه في الحال. قرّرت أن أتخلّى عن عادتي غير الصحيّة، لأكون قادراً على أن أشاركك الماراثون اليوميّ الخاصّ بك. استغنيت عن الاعتماد على أمّك في الاستيقاظ صباحاً. كيف لي أن أضيّع عليّ ملامحك الملائكيّة؟ وكيف تفوتني إشراقة عينيك... ولا أصطحبك إلى مدرستك؟!
أنت مكافئة العمر. أنت الحبّ. حين تبكين ينهمر الألماس من عينيك، وحين تبتسمين يجتمع مشرق الأرض ومغربها فيتراقصان فرحاً.
بالأمس، وأنا أعبر الطريق كانت السيارات شديدة السّرعة فلم أستطع العبور؛ ليس خوفاً من الموت، بل كي أفوز بحضنك الدافئ؛ وبالطبع لن أنسى هدية عيد ميلادك، وذلك جعلني أخشى الطريق أكثر... كيف يحرمني الموت أن أرى سعادتك في ليلة ميلادك؟ لا أريد أن أعكّر صفاءها...
ابنتي، صدّقيني الآن فقط صار لحياتي معنى. الآن لا أريد من الدنيا غيرك. كنت أبحث عن الحب وانتظرته كثيراً، لكنّني لم أعرف أنه سيأتي بهذه الروعة.
الله دائمًا عطاياه عظيمة، وأنتِ أعظم ما حدث في هذا الوجود!
إلى ابنتي التي لم تولد بعد، أعدك بأن أكون أباً حقيقيّاً يا من أشرقت حياتي بها، ولا شمس تشرق لي إلا مع ابتسامة ثغرها...