يا حبّة الرمل قولي للذي صدحا
بالحقّ جهراً وسراً خانه ومحا
تفتَّقَ الرملُ واستدعى البحارَ الى
حضن سما، الفجرُ صلى فيه ثمّ صحا
كم نجمة رقصت تحت الشواهق من
رمل تسامى وغيرُ الرمل قد جنحا
أنا دبيُّ وبنتُ الرملِ من عربٍ
صحراؤهم سمقت والوحيُ قد سنحا
بالأمس كنتِ وفي الصحراء غارُ هدىً
واليومَ أنتِ غشاكِ الليلُ فاصطبحا
أيُّ السماءين أغوت أنجما وزهت
في كلّ واحدة نوران وانفتحا!!
هنا رجالٌ سعوا بين السما والصفا
واستنطقوا الرملَ هاءَ الرملُ وانشرحا
غنّى فكان له سحرٌ ومؤتلَقٌ
وأرقص الكونَ ما غنَّى وما برحا
أبكيكِ بيروتنا قهرَ الثرى لندى
بقدر ما أوسعت صحرائيَ القدحا
أبكيكِ بيروتنا حزن الضرير أسى
لاقى طريقاً بقدر العتم ما سمحا
من انتَ يا ذا الذي أحرقتَ أخضرنا