النهار

أتصفح يومياً منصات التواصل الاجتماعي، مثال على ذلك؛ منصة تويتر ويوتيوب، إلى جانب موقع النهار الإلكتروني، وبعض المواقع الإخبارية الأون لاين لمعرفة ما يجري حول العالم، وأختمها برسالة عبر خاصية الواتساب، للاطمئنان على أهلي، وأصدقائي، والخ..
وإذ بها تظهر، أنها خانة "الستوري" في الواتساب، لا أعلم لماذا لا أحبذها!
ولكن أحياناً، ولوهلة، أحادث نفسي قائلة: "اكبسيها يا بنت، لربما تجدين شيئاً يدهشك، أو لربما تقرئين حكمة من هذه الحياة!
وإذ بي كالعادة أُصدم من محتوى الصور الذي لا يفيدني، ولا يسليني، ولا يثقفني، ولا يُقَدّم، ولا يُأخِّر!
صور عبارة عن ثياب، وماكياج، وأطفال، وشباب، ونساء، وطعام، وتباهٍ، وكذب، ونفاق!
لا أستلطف أي صورة، لا تمسنّي، لا أصدقها!
ولكنني بمجرد فتحها، أصبح من واجبي الأخلاقي إرسال كلمات كاذبة ومحبة جداً! لعدم ألمسّ بشعور السخافات التي رأيتها.
هل ينتحر الشعب اللبناني إذا لم "يجاكر فلان وعلاّن"؟ بأن حذاءه هو الأجمل من بين أصدقائه، أو كعبها العالي هو الأثمن من بين رفيقاتها، أو حفلة ولدها كلّفت مبالغ باهظة، مع العلم أن كل تلك المظاهر بالنسبة لي، تعدّ سخيفة، وكاذبة!
يا للأسف، لا أساس لها من الحقيقة، بل مجرد صور، ومع الرجوع إلى البيت، تنتهي الصورة!
الطفل لن يتذكر شيئاً من تلك اللحظة، إلاّ إذا ابتسم للحظة!
يبرز الأهل في الحفلة أكثر من الطفل، كأنهم في حفلة عشاء تكريمي لوصولهم إلى سطح القمر!
كفاكم سخافة، وغيرة، ونفاقاً من بعضكم!
عيشوا بفرح وبساطة وواقعية وبصورة واحدة إذا أحببتم مشاركتها كي تختصر الحقيقة إذا كانت موجودة! أفضل من ألف صورة وهمية، وسطحية!
ما أجمل الله، والقليل من البَشَر، والكثير من الطبيعة والحيوانات.