النهار

فيليب عرقتنجي
عرفته في حوار مع الأستاذة نايلة تويني في برنامج "بودكاست مع نايلة".
A+   A-
عرفته في حوار مع الأستاذة نايلة تويني في برنامج "بودكاست مع نايلة". ولقد دُهشت من كلامه وسيرة حياته التي غدت منارة الأمل لمركبي الضال والضائع في محيطات عالمنا الظالم والمستبد حيث اعتقدت للحظة أنني أنسان مخطئ ولا أحيا أسلوب الحياة الصحيحة في مجتمعنا، لأنني شعرت أنني الوحيد الذي يسير في دروب العمر بطريقة مختلفة عن الآخرين وبحسب ما أشعر وأفكر وليس بحسب ما تفرضه علي القوانين والمعتقدات. جعلني أدرك أن عنادي في تحقيق مبادئي هو الأمر الصائب، ولو أن حواجز الشهادات وقفت أمامها عائقاً، ولو كانت أفكاري لا ترضي الأكثرية، وأن ما ينبع من قلبي هو القوة الحقيقية لتحقيق أهدافي وترسيخ إيماني في الحياة وفي الخالق.
أستاذ فيليب عرقتنجي لم يستحصل على الشهادات المدرسية والجامعية وقد تعرض للتنمّر كثيراً في طفولته ،وخاصة من المدرسة والمجتمع. فكان منبوذاً أو يعتبرونه مريضاً، إلا أنه لم يأبه ولم يكترث لكل تلك المعوقات في حياته، بل أكمل مسيرته بحسب قناعاته ومبادئه، وبحسب ما نضحت به أعماقه من أحلام لمستقبله، فتابع التقدم ولو انكسر عشرات المرات ووقع في أرض اليأس، إلا أنه كان يعود ليقف ويكمل ما يؤمن به ويصبو إليه. لقد اعتقدت أن حالة الكبير جبران خليل جبران لن تتكرر وأنه شخص استثنائي، إلا أنني وجدت أخاً له بالروح ألا وهو فيليب عرقتنجي: المبادئ نفسها والفكر ذاته والإنسانية والمشاعر ذاتها وكأن كيانهما فرع من فروع أرزة واحدة خالدة من وطني الحبيب لبنان.
لقد أعجبت كثيراً بالأسئلة المطروحة من قبل الأستاذة نايلة تويني والعمق الروحاني المشبوك في كلامها وابتهجت أكثر في الأجوبة من قبل الأستاذ فيليب وخاصة لحبه العظيم للبنان ولإيمانه بالخالق وبأن الإنسان يقاس بطيبة قلبه وليس بنجاحاته المادية.
عرفت فيه ما كنت أصبو إليه وأفتش عنه وهو مظلة الثقة والأمان لي وللأجيال الطموحة، وأن المحبة والإيمان، الأخلاق والإبداع، ليست مجرد وهم وخرافات في عالمنا اليوم وليست مجرد قصص أدبية نقرأها عن الأمس، إنها حقيقة الحياة وجمالها وما دون ذلك مجرد من كل صفات الإنسان الذي خلقه الله. ولقد أشبعت روحي غنىً وقوة حينما حدثنا عن الكبير غسان تويني وعن صفاته وأسلوب حياته في مقابلاته معه لينجز فيلم عن سيرة حياته وكيف تعلم منه الكثير وكم تأثر بنبله وأخلاقه ومبادئه للحياة.
شكرا لك يا سيدي فلقد أعدت راية الأمل في قلوب كثيرة منكسرة، ولقد أنرت شعلة الإرادة الصلبة في وجه كل الظلمات الحالكة. بك أفتخر وأفرح كثيراً أنني أحيا في زمن جبران خليل جبران ثانٍ وسعيد عقل ثانٍ وأعدك أنني سأناضل بما أومن به ولن أنكسر أبداً.



الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium