النهار

فخامة الدولار أم بريق الذهب الأصفر؟
المصدر: النهار - غادة المر
فخامة الدولار أم بريق الذهب الأصفر؟
عيون العالم اليوم على الدولار وحاشيته من العملات الأخرى، وقلبه على بريق الذهب الأصفر.
A+   A-
عيون العالم اليوم على الدولار وحاشيته من العملات الأخرى، وقلبه على بريق الذهب الأصفر.
هل خطر في بالنا أن نسأل، ماذا تعني كلمة "دولار"؟
العملة الأشهر في العالم، واللغة المشتركة في اقتصاد العالم؟
للمال لغته، وللدولار سطوته وهيبته، وللذهب دلعه وبريقه الأخّاذ الأصفر الذي يغفو في الخزائن والواجهات والغرف السوداء، ويتماوج حليّاً ساحرة تخطف الأنفاس والأبصار.
الدولار، كلمة استنسخت من أصول بريطانية والكلمة المانية وهي " تالر".
الدولار يتمتع بامتياز باهظ. وقد سميت الدول التي اعتمدته، بالدول الدولارية.
# إتفاقيَة Bretton & weds
تعود جذور هيمنة الدولار الأميركي على النظام العالمي، إلى تلك الاتفاقية، بعد الحرب العالميَة الثانية، والتي تبعها نشأة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. هذه الاتفاقية، جاءت كي تنظم التجارة العالمية وتحافظ على الاستقرار المالي والدولي. ولعل هيمنة الدولار على النظام المالي العالمي، أتاح استخدامه بقوة في معاقبة الخصوم وفرض العقوبات على دول كثيرة، أهمها: إيران وروسيا.
# الأسباب الاقتصادية وجيو - سياسية
تعود أيضاً هيمنة الدولار على نظام المقاصة للتحويلات الماليَة sweft، والذي يسيطر فيه على %80 و%90 من التحويلات والتبادلات المالية.
كما عمدت الولايات المتحدة الأميركية إلى الإبقاء على أسعار النفط مرتفعة، كي لا يتعارض انخفاضه مع
مصالحها. ما يفسر إقدامها على مغامرات عسكريَة في الشرق الأوسط، من أجل الحفاظ على ربط بيع
النفط بالدولار. وقد عرفت هذه الدول، بالدول البترو - دولار.
هناك 65 دولة حول العالم، ترتبط عملاتها بالدولار الأميركي، وسعر الصرف هو قيمة العملة مقارنة بالعملات الأجنبية الأخرى. وتنهار العملة حين تفقد قيمتها وينحسر الناتج المحلي الاجمالي، في أي دولة وبالتالي يتقلص الاحتياطي من العملات الأجنبيَة لدى البنك المركزي بسبب الفساد والهدر وغياب النمو.
#التحديات التي تواجه استمرار هيمنة الدولار الأميركي.
- تصاعد الدور الصيني في الاقتصاد العالمي ومحاولة فرض عملتها بالتبادل التجاري والنفطِ.
- تخلف الولايات المتحدة عن سداد الدين. وكيفية تعامل الكونغرس مع موضوع رفع سقف هذا الدين.
- تضاؤل نفوذ القيادة العالمية للولايات المتحدة، للعالم.
- الاستخدام المفرط للعقوبات المالية الأميركية.
- ظهور العملات الرقميَة والمنصات التقنية المتقدمة.
الدولار عند مفترق طرق ومستقبله على المدى المنظور يرتبط بالعوامل التي سبق وذكرناها.
إن تراجع الدولار سيدفع نحو نظام عملة ثلاثيَة الأقطاب مع اليوان واليورو. ولكن ضوابط رأس المال
الصيني، سيشكل صعوبة على اليوان من أن يصبح عملة دولية قابلة للحياة.
رغم الديون الخارجية لواشنطن والعجز المتزايد للميزانية، إلا أنها ما تزال تحتفظ بالثقة العالمية الماليَة،
وبقدرتها على سداد التزاماتها. فهذه التحديات تزيد من صعوبة تحقيق دعوة الصَين وروسيا، لإنشاء عملة واحدة جديدة، تكون ملاذاً آمناً للاحتياطي العالمي، بدلاً عن الدولار.
وفي غياب البدائل الممكنة، سيظل الدولار أقوى عملة عالميَة، دون منازع، في المستقبل القريب.
#الذهب والدولار
ارتباط عضوي. أحدهما يصعد والآخر يهبط.
الذهب، معدن نفيس، كان يستخدم إلى جانب الفضة، على مر التاريخ البشري، في عمليات البيع والشراء.
ومع مرور الوقت تحول غطاء للعملة، من أجل تحديد قيمتها، بعد تطور العملات من المعدنية إلى الورقية. وقد فكت واشنطن، في حقبة حرب فيتنام، الارتباط وفصلت تغطية الدولار بالذهب.
إن ارتفاع سعر الذهب، يترافق مع تباطؤ الاقتصاد ودخوله في حالة ركود، كما أن انخفاض مؤشر الدولار، وخفض معدلات الفائدة لتحفيز الاقتصاد ينعكس ارتفاعاً على أسعار الذهب.
فالدولار سيبقى العملة الأشهر في العالم واللغة المشتركة في اقتصاد العالم.
سيبقى الدولار عملتنا القيادية والتي بها نتداول والذهب سيبقى يلمع والسلعة الأكثر إغراءً واقتناءً.
في الأخير سؤال يطرح: أيهما أفضل خيار للاستثمار: الدولار أم الذهب؟
يمكن الاستثمار في المدى المنظور، مناصفة بين الدولار وبين شراء سبائك من الذهب، لمتوسطي الثروات، أما الأغنياء، فيمكنهم الاستثمار بالذهب.
أما على المدى القريب والبعيد وأفضل استثمار آمن وأكيد هو الاستثمار في شراء "العقارات".



الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium