النهار

أنا وأنت
أنا وأنت أتينا الى هذه الارض مجبولَين بروح واحدة تملؤها المشاعر والأحاسيس الشفافة
A+   A-
أنا وأنت أتينا الى هذه الارض مجبولَين بروح واحدة تملؤها المشاعر والأحاسيس الشفافة، كنور شمس الصباح والمرهفة الرقيقة كأجنحة الفراشات. روحنا معطرة بالحبّ، بالرحمة، بالإنسانية، وفي أعماقها أسراب من العصافير الصغيرة التي تودّ أن نطلقها لننثر على العالم تغاريد القيم والفرح والجمال. ولكن أتى القدر ودفعنا نحو بحار الأحزان، وجعل فينا زوبعة من الألم، ثمّ جعلنا نرضخ لواقع مادّي رخيص لا يعطي لما نملك في أنفسنا أيّ قيمة، ولا هدفه إلّا ما هو فانٍ وشهوانيّ ولا يمتّ إلى السماء بصلة ولا بالنبل واحترام الإنسان. واقع جعلنا في مجتمع وبيئة تؤلّه المال وتجعل أصحاب النفوذ ملوكًا، فتبيح الاستبداد. نعم هذه أحداث جرت على صفحات عمرنا، ولكن لم يدرك القدر أنّنا أبناء الحياة، ورسل النور الذين لا ينكفئون ولا ينطفئون. وأنّنا في اتّحادنا نتخطّى كلّ القوانين الرخيصة في المجتمع، ونكسر كلّ قيود وأعراف ظالمة، ولو خسرنا جزءًا من أرواحنا في معركة الحياة. ولو أننا نحمل بعض المسؤوليات عن أحبّاء لنا، ونكافح لأجل إيصالهم الى برّ الأمان، لحصّنّا الكنز الموجود في أنفسنا وأطلقنا طيور روحنا الى العالم أجمع، لنهزم كلّ الأفكار الخاطئة والجارحة، ولكانت مبادئنا هي المنتصرة على كلّ عقول دنيئة، وعلى أناس مستبدّين من أصحاب الشهوات والجهل والمادة.
نعم نحن معا بأرواحنا الواحدة قوّة جبّارة تتسلّح بالإيمان والصدق، فلا ننكسر لأيّ أمر مهما عظمت المصاعب التي تواجهنا، وسنكون سراجًا للأجيال وللقلوب الطيبة... المهمّ أن نبقى بحبنا الوجدانيّ ورابطنا الطاهر ومشاعرنا الواحدة إلى الأبد...


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium