عندما نريد التحدث عن موضوع التربية، فغالباً ما يكون مثيراً للجدل، وخاصةً عندما نريد مقارنتها بين الماضي والحاضر، لأن هناك فوارق كثيرة تكاد لا تُعد ولا تحصى.
منذ زمن ليس ببعيد كانت التربية من المقدسات المنزلة، فلا أخلاق من دون تربية. وكانت تقسم إلى قسمين: الأول يأتي من خلال التوجيه الصحيح للأهل، والثاني يأتي من المعلمين والمعلمات في المدارس. فنسبة قليلة من الأولاد الذين يفتقدون للتربية لا يصلحون لأن يتواجدوا في المجتمع.
أما التربية في وقتنا الحالي فلم نعد نعلم من يفتقدها، فإما لتقصير من الأهل أو من المدارس. يقول البعض إن في هذا الزمن الأهل يريدون تربية وليس الأولاد. وهذا ما نراه عند تعليم الشتائم لأطفالهم وإعطائهم ما يريدون من الهواتف الذكية وغيرها، ومنهم من يمارس الأشياء الخارجة عن النطاق الأخلاقي، فيقع الولد ضحية لأعمالهم القذرة، ومدراء المدارس باتوا فقط يفكرون في كيفية الحصول على الأموال. حينها ترحل التربية وتأتي الوقاحة، خاصةً ما تجلبه وسائل التواصل الاجتماعي من تفسّخ وسخافة.
على هذا الجيل أن يعي أن الإنجاب ليس أصعب من التربية، لأن الطفل يتأثر بالمعاشرة والأجواء المنزلية، فبين إعطائهم الألعاب الإلكترونية وتركهم على حريتهم، وبين التعب والسهر على تربيتهم لكي يصبحوا في المستقبل ذوي قيمة، يكون الفرق شاسعاً. لذا على المرشدين إجراء اختبار للمرأة والرجل والأستاذة في التربية، وعلى هذا الأساس تحدد نتيجة هذا الاختبار ما إذا كانوا يصلحون للتربية أم لا.