في بعض الأحيان يشعر الإنسان بالحنين للرجوع إلى أحشاء أمه، للشعور بالراحة... لا وجود للقلق، الخوف، مصاعب الحياة، الأنين، الاضطرابات النفسية والجسدية... أتحدث عن الأمر ليس لأنني أريد الرجوع، لكنني أريد الشعور بالسكينة، مخالب الماضي تظهر من جديد لتذكّرني بالأمور الخاطئة التي قمت بها. لا زلت أداوي القروح بعضها ختم والبعض الآخر ينزف... كياني متعب للغاية مشقق على وشك الانهيار، على شفير الهاوية والأعاصير تهب من كل الجهات... لم أعد أشعر باللذة أو حتى بالحماس كما ذي قبل، وطني يمتص طاقتي، طموحاتي، أفكاري، شغفي يمتصني أنا. وماذا بعد؟ لا أستطيع السفر ولا أستطيع البقاء، في كلا الحالتين موت، لطالما آمنت بالقيامة، لكن أين هي؟؟ القبر فارغ، نتن، مليء بالعفن... الكفن ممزق مرمي على جانب الطريق يستعطي حباً... نعم حباً، فالحب هو مصدر الحياة لأننا بحاجة للشعور بدفء المشاعر، حرارة الحبيب، نظراته المليئة بالطمأنينة والأمل المنبعثة كنور الشمس. ألجأ إلى القلم لمواساة معاناتي، لكل منا حقل ألغام يتمهل عندما يدوس على ترابه، وأنا كذلك أصبحت كحقل ألغام عند كل منعطف ينفجر ويتداعى أساس من أساسات الجدار أو يتشقق ما قد لحمه الزمان والوقت. مشاعري تائهة وما من مرشد، أصلّي للرب الإله أن يبلسم جرحي بكلماته ولمسته الخاصة فهو طريق الحق. أعطني يا إلهي قوة الصبر والحكمة لتوجيه كل ما لا أستطيع القيام به والتفكير بشكل مستقيم، لأنك أنت الألف والياء. إمنحي سلامك لروحي المضطربة.