لي نصفُ هذا الَّليلُ.......
سأفتِّتهُ إلى قطعِ شطرنجٍ صغيرةٍ
أوزِّعهُ على مساحةِ حديقةٍ خاليةٍ
كانت قبلَ أن ترتدي المدينةَ قبعةَ السُّكونِ مكاناً مفتوحاً
لبيعِ الكتبِ.... وربَّما الورود
ستكونُ الملكَ الأبيضَ
في النِّصفِ الآخرِ من احتلالِ الشَّفق ضفيرةَ السماء
وستنهارُ قلاعكُ عندَ أولِ
قفزةٍ لأفراسِ قهري .....
..............
لي نصفُ هذا الَّليل ......
البلدْ .....
البكاءْ....
القهرْ .....
ولكَ القمرُ يبدِّدُ أمواجَ الصَّبر
ويقضمُ إصبعَ ليلي بأسنانهِ الضوئيةِ....
لا تقبلْ دعوتي لاقترافِ رقصةَ الفراشاتِ تحتَ المطرِ......
فلا صوتٌ لنايٍ مسحور ترسلهُ عرائسِ الجنّ....
ولا دفُّ الدراويشِ يُقرعُ للسماح...
فتقبَّل تعازيَّ الحارَّةَ بضحكاتِ الغيمِ على وجهِ بلادي وهدأةِ الحلمِ على شعرها الكستنائي وبريقِ الأملِ في عينيها...
................
لي.....
كلّ ما تغنَّى بهِ عابرُ قلبٍ
من نزقِ العشقِ ومواعيد بلا ذاكرةٍ
أوزِّعهُ بالحقِّ على قلوبِ النِّساءِ
خلخالاً خلخالاً
فأولُ الرقصِ ابتغاءُ مرضاةِ السَّهرِ
وأولُ الغناءِ ابتغاءُ مواربةِ الحنين......
وعندما أتساقطُ كأوراقِ الخريفِ
من التَّعبِ أكونُ قد أصبحتُ وصيفةً للرصيفِ الموازي لقلعةِ الصَّبرِ والملحِ
وأكونُ قد أديتُ رسالتي أمامَ وجعِ الرُّوح وانقسامِ الخلايا
لي نصفُ هذا الَّليلِ .....
ولن أتنازلَ عنهُ.....
سوفَ أهبهُ لطفلةٍ ضيعتِ الحربُ أحلامها... ولطفلٍ غارَ في غدهِ الوطن خلفَ سرابِ التَّمني...