النهار

حيوانات بشرية
المصدر: النهار - نهلة كدر رحال – سوريا
حيوانات بشرية
عنوان صادم لكنه واقعي لأنه الهدف الحقيقي لمستثمري كل شيء حتى البشر للحصول على الثروات الطائلة
A+   A-
عنوان صادم لكنه واقعي لأنه الهدف الحقيقي لمستثمري كل شيء حتى البشر للحصول على الثروات الطائلة؛ وهذا يتطلب منهم تجريد أولئك البشر من مزاياهم الإنسانية أو تشويهها بالصفات الحيوانية ليتسنى لهم السيطرة الكاملة عليهم والتحكم بهم وتوجيههم لتحقيق التفرد في السلطة والقوة والمال.
وقد بدؤوا بفرض النظرية الداروينية التي تفترض نشوء الإنسان من القرد لإقناعه بشدة التشابه بينهما ولإلغاء دور الخالق الذي ميز ذلك الإنسان بالعبادة والعقل والإرادة، ولتجريده مما ميزه الله سبحانه به تراهم يسعون إلى نشر الذكاء الاصطناعي، ويحرصون على إنتاج روبوتات تحل محل البشر وتمهد للاستغناء عنهم، ويرسخون اعتبار أولئك الناس كغيرهم من العناصر أو الكائنات عبارة عن مجموعة من الحوادث الكونية حدثت بالمصادفة، وعليها أن تنفذ تعليماتهم وتقبل بما تُعطى من فتات وتكتفي بما يلقى إليها من مواد ولا سيما الإلكترونية والتي تسجنهم في قطيع منقاد لتنفيذ مخططاتهم المنتزعة للحرية الحقيقية والكرامة الإنسانية.
- وقد سعوا إلى فرض نظرية النشوء بالقوة وترسيخها بكل ما يملكونه من وسائل لتمهد لهم الطريق للدعوة إلى الإلحاد وتكذيب كل ماجاء في الكتب المقدسة وذلك للقضاء التام على فكرة أن الله سبحانه قد خلق السموات والأرض ثم توج الكل بخلقه الإنسان على صورته كمثاله والهدف إبعاد ذلك الإنسان عن الشرائع السامية والتشريعات التي تقوي قيم الحب والتعاون مع أخيه الإنسان لخلق عالم آمن مزدهر جميل وفرح.
- ثم لا ننسى الترويج للمثلية التي تجعل الرجل يتخلى عن رجولته ويحاول إخفاء ذكوريته بالتشبه بالمرأة في زينتها ولباسها وإن عجز عن أخذ دورها في الحمل والإنجاب وكذلك المرأة تتخلى عن أنوثتها وتقلد الرجال في الشكل والسلوك رغم انحصار الأمومة بها شاءت أم أبت.
- وليت مستثمري البشر قد اكتفوا بذلك بل نراهم يلزمون المدارس في بعض أرقى الدول وهي أولى المؤسسات المسؤولة عن تكوين شخصية الإنسان وصقلها وتنمية صفاتها البشرية الراقية أن توجه طلابها إلى اختيار التشبّه بالحيوان. وقد برز الرفض المطلق لهذه المحاولات في الخطاب الذي ألقته نائبة وهي متخذة هيئة قطة في جلسة برلمانية حيث راحت تندد وبقوة بالأساليب التي تتخذ لتضييع هوية الإنسان وتقريبه ما أمكن إلى الحيوان باسم حرية الاختيار الشخصية.
والسؤال المهم: هل نجحوا في مساعيهم؟ والجواب بكل حسرة: نعم نجحوا وبشكل كبير في العديد من الدول التي لا زالت شعوبها تؤمن بالله خالقاً ومدبراً للكون وترفض الإلحاد وتحرم المثلية ذلك لأن الأزمات الخانقة والمفروضة على تلك الدول قد جعلت الكثير من أفرادها كالحيوانات (وعذراً لقسوة الوصف) يقضون أيامهم في تأمين أبسط متطلبات الحياة أو الهروب إلى دول تؤمنها لهم لكنها تشغلهم بأزمات زائفة حين تخرج مجموعات متطرفة فيها لإهانة ما يؤمنون به أو حرق ما يقدسونه أو تصدر قرارات لطردهم دون أي اعتبار للكرامة الإنسانية.
فهل نأمل بنهضة حقيقية قوية وجريئة يقوم بها من لا زال يمتلك الوعي والإيمان والحب للكون ولإله الكون لتحصين الإنسان من محاولات ترويضه لتحويله إلى حيوان بشري منقاد بغرائزه لا متطور ومطور بعقله وإنجازاته وراقٍ ومرتق بعطاءاته وتضحياته؟؟؟.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium