النهار

الوقوف في العمل: بين الصحة والواجب...
المصدر: النهار - ياسمين زين الدين وميرا الظريف (متخصصتان في علم الصحة العامة – الصحة المهنية والبيئية)
الوقوف في العمل: بين الصحة والواجب...
عاملو الصحة ومسؤولو المبيعات وحافظو الأمن ومعلمات المدارس والموظفون الآخرون الذين يقضون الوقت الأكبر من عملهم واقفين
A+   A-
عاملو الصحة ومسؤولو المبيعات وحافظو الأمن ومعلمات المدارس والموظفون الآخرون الذين يقضون الوقت الأكبر من عملهم واقفين، معرضون للعديد من المخاطر بسبب ذلك. فقد أفادت الدراسات أن الوقوف لفترات طويلة تزيد من احتمالية آلام أسفل الظهر، والتعب البدني، وآلام العضلات، وتورم الساقين. إضافة إلى ذلك هناك أدلة مهمة على أن الوقوف لفترات طويلة في العمل يزيد من خطر الإصابة باضطرابات عضلية هيكلية ومشاكل القلب والأوعية الدموية كما والتأثير على الحمل عند النساء.
يعتبر الوقوف لفترة طويلة، حسب مراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، هو الوقوف لمدة ساعة متواصلة أو أكثر من أربع ساعات في اليوم الواحد. أما بالنسبة للوكالة الأوروبية للسلامة والصحة في العمل فالوقوف بنسبة 25% من وقت العمل أي ما لا يزيد عن الساعتين يؤدي للتعامل مع الاضطرابات العضلية الهيكلية، وعند الوقوف بين ساعتين و4 ساعات تزيد الشكاوى بنسبة 50% أما عند الوقوف أكثر من 4 ساعات فتزداد بنسبة 100%.
وقد أشارت البحوث إلى وجود العديد من الآثار للوقوف المطول، منها:
تعب الساقين، فيزيد ذلك احتمال السقوط عن طريق الانزلاق والتعثر وزيادة خطر الإصابة بآلام أسفل الظهر.
الشعور بعدم الراحة والألم في الرقبة والكتفين كما ومشاكل في الدورة الدموية في الساقين الذي يؤدي إلى الألم والدوالي وتورم الساقين بسبب عدم تدفق الدم الكافي.
تطور الاضطرابات الوريدية في الأطراف السفلية وعدم الراحة في الكاحل والقدم.
تلف تنكسي في المفاصل وألم بسبب تجميد المفاصل في العمود الفقري والورك والركبتين والقدمين.
الأضرار التنكسية للأوتار والأربطة الذي يمكن أن يؤدي هذا لاحقا إلى مرض الروماتيزم.
تقليل التشحيم الطبيعي وتوسيد المفاصل الزليلية، مما يؤدي إلى تمزقها بسبب الضغط الكبير الذي يضعه الوقوف المطوّل دون أي حركة كبيرة على مفصل الوركين والركبتين والكاحل والقدمين.
صعوبة الحركة أو المشي والألم الكبير بسبب التأثير المشترك للضغط على المفاصل وتمزق الأربطة.
انزعاج مؤقت في الساقين والقدمين وتيبس المفاصل وتصلب في الرقبة والكتفين من قلة الحركة والموقف المقيد.
كما وآثار جانبية أخرى بسبب الوقوف المطول لفترة كبيرة كأمراض القلب والأوعية الدموية، والولادة المبكرة، وازدياد احتمالية الإصابة بجلطة...
تتأثر النساء بشكل أكبر بآثار الوقوف المطوّل خاصة إن تطلب لباس العمل انتعال أحذية عالية الكعب، والذي إن زاد ارتفاع كعوبها عن 5 سم يمكن أن يؤثر على الوضعية الطبيعية للجسم واستخدام عضلات الساق بطريقة مختلفة ترهقها وتؤذيها. ارتداء الجوارب التي تقيد أصابع القدم يمكن أن يسبب أيضا مشاكل. يضيف إلى ذلك أن محطات العمل الدائمة عادة ما تكون مصممة لمعدل الذكور فتمسي غير مناسبة هندسيا للنساء. كما يتأثر الأكبر سنا بشكل أكبر خاصة لأن التغيرات العضلية الهيكلية المرتبطة بالتقدم بالسن تلعب دورا بفقدان قوة العضلات وانخفاض حركة المفاصل.
حبذت منظمة العمل الدولية عند تجهيز أماكن العمل لتناسب العمال باتباع نهج النظم عبر مطابقة القوانين للمتطلبات، كما أن يكون مدفوعا بالتصميم فيتوافق التصميم مع المهام وقدرات العمال. إضافة إلى ذلك، شجعت على التركيز على تحسين الأداء والصحة العامة.
تم استخدام العديد من التدخلات للحد من تأثير الوقوف المطوّل مثل الحصائر الأرضية التي تؤمن أسطح مريحة للوقوف، وإدراج الأحذية المخصصة التي تخفف الضغط، والكراسي القابلة للتعديل التي تسمح بالوقوف الجزئي، ومحطات عمل الجلوس والوقوف، وجوارب الضغط لدوالي الأوردة. عند مراجعة الدراسات التي تبحث في فعالية التدخلات، ورغم وجود أدلة بتأثير كل هذه التدخلات، بقيت الحركة الديناميكية تبدو أفضل حل لتقليل مخاطر هذه المشاكل الصحية بسبب الوقوف لفترات طويلة. لذا على الموظف أن يأخذ هذه المسؤولية على عاتقه ويقوم بتنظيم عدد أكبر من الاستراحات القصيرة خلال دوام العمل يقوم فيها بالحركة كالتجول، أو الجلوس أو تغيير وضعية جسده بشكل عام. في سويسرا، ينصح العاملون بشكل عام بالجلوس 60٪ من الوقت، الوقوف 20٪ منه والتنقل 20٪ منه خلال يوم العمل مع التغيير بينهم.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium