لو قدّر لذوق مصبح في كسروان أن تنطق لصرخت "أغيثوني، فإنني أموت عطشًا".
منذ ما يقارب الشهرين، وسكّان المنطقة يعيشون قحًّا وقحطًا. وكأنَّ هناك مؤامرة على هؤلاء بقطع المياه عنهم، وبالتالي إبادتهم شحّاً، إذ لا يكفي الشعب اللبناني الأزمة الاقتصادية الخانقة، وتدنّي القدرة الشرائيّة التي يعانيها قسراً، كي تضاف فوق مصابه أزمة جفاف وتجفيف لكلّ مقدراته من خلال استنزافه أكثر فأكثر بفائض من مصاريف تفوق قدرته المالية لحساب صهاريج المياه، التي "تنظّم تسعيرتها" وفقاً للعملة الخضراء وتقلّباتها.
منذ مدة والناس في ذوق مصبح تستغيث المسؤولين من أجل مدّ هذه البلدة بالمياه، ولا من يسمع أو يستجيب!
فلا الحملات التي تقوم بها "صفحة ذوق مصبح بلدتي" الإلكترونية أثمرت، ولا شكاوى الناس في برنامج "الحلّ عنا" على الـmtv لقيت صداها لدى البلدية أو لدى نواب المنطقة!
المؤسف في الأمر أن منطقة كسروان تعيش حرماناً لا مثيل له، إن من حيث التغطية في الكهرباء، أو من إمدادها بالمياه.
فمنطقة "عرين الموارنة" تعاني من شحّ في الخدمات والتسهيلات منذ زمن طويل على مستوى الدولة، وبات ينطبق عليها لقب "منطقة المحرومين" كما سائر مناطق وضيع لبنان.
ذوق مصبح الضيعة النموذجية في كنائسها القديمة وتاريخها العريق تختنق من الجفاف، بالرغم من وجود "سد شبروح" في أعالي كسروان كي يغذي المنطقة والجوار.
من المخزي والعار على كلّ من يدّعي المسؤولية والمشروعيّة الشعبيّة أن يصمت على معاناة شعبٍ سُرقت أمواله في البنوك، وحرم الطبابة والاستشفاء والدواء، أن يحرم الآن الماء "عصب الحياة"، وأن يموت عطشًا، لأن هناك من يمنع أن يُروى "بقطرة ماء".
أغيثوا ذوق مصبح…
لو قدّر لذوق مصبح في كسروان أن تنطق لصرخت "أغيثوني، فإنّني أموت عطشًا".