النهار

‎القضاء ... وما أدراك ما القضاء!
المصدر: النهار - ‎غادة المرّ
‎القضاء ... وما أدراك ما القضاء!
‎القضاء ثّم القضاء، ثمّ القضاء … يد اللّه على الأرض.
A+   A-
‎هل أُعطي الضوء الأخضر دولياً لبدء ترتيب البيت اللبنانيّ، ولفتح ملفّات الفساد ومحاكمة المتورّطين؟
‎هل سننام ونستيقظ على حلم لطالما راودنا، نحن الشّعب المظلوم، لنشهد تساقط تلك المنظومة الفاسدة رأساً تلو الأخرى؟
أيفعلها حاكم مصرف لبنان ويفضح كلّ المتورطين، فنرى كلّ الرؤوس الكبيرة تحاكم وتسجن ويسود العدل والحق وتعود الأموال المنهوبة والمهربة إلى الخارج؟
‎هل سيرفع القضاء سيف العدالة ويضرب بيد من حديد، فيبدأ ببناء الدَولة القويّةِ والعادلة وينتصر للشّعب والمظلومين؟
ليت حلمنا يصبح حقيقة!
‎كيف نخبركم أننا هنا على اليابسة نغرق؟ صمتكم يجعل أفق غد الوطن ثقباً أسود يبتلع الألوان، الحياة والأمل.
أنتم عماد وركيزة الدّولة والمجتمع لإعادة هيبة دولة الحقّ والقانون والعدالة.
‎اللّه، لا يمكن أن يكون موجوداً في كلَ مكان، فأوجد القضاء وسخَر القضاة لتنفيذ أحكامه وعدله، وليكونوا صوته، فلا تخذلوه! من دون أنفاسكم وعدالة أحكامكم، يختنق الوطن.
‎بعد إفشال ثورتنا وإحباطها، صار الوطن سجناً كبيراً. واليوم بعد محاولاتهم كمّ أفواه القضاة الشّرفاء وشلّ عمل القضاء وإخضاعه، صار الوطن مقبرة.
‎قاوم. لا تسمح للأشياء أن تسحقك، أو تطفئ نجمة أودعها الله في عينيك.
‎أيّها القضاة الشّرفاء… وأنتم كثرٌ، تغرقون في صمتكم وفي وجعكم، وتصبرون. لكم ترفع القبّعات.
قاوموا، لا تستسلموا، كافحوا، فالوطن غالٍ ويستحقّ أن نقاتل من أجله.
‎أمل النّاس وعماد الوطن أنتم. بكم ننهض ونعيد بناء الدَولة القويَة والعادلة.
‎في رنّة أصواتكم الهادرة في أروقة قصور العدل والمحاكم، في وقار طلّتكم وسواد أثوبكم، ‎وفي حزم خبطة مطرقة الحقّ، شمس تشرق من جديد.
‎لا تخافوا. فلكم ربّ يحميكم ويحرس خطواتكم ويبارك أحكامكم، وشعب مقهور ينازع البقاء.
‎إن غابت شمسكم، إن سكتّم، نجح الفساد والظّلم في كسر أقلامكم وساد الفجور وشريعة الغاب، وحكمتم علينا بالموت والهجرة والظّلم. ومات حلم وطن.
‎على مدى يومين ونحن نتابع استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أمام وفد أوروبيْ .
‎ردّ الأخير على نحو١٨٠ سؤالاً. شكوك تحوم حوله، مشتبه فيه، لجهة تحويل أموال طائلة من حساب المصرف لحساب شركة خاصة، يملكها هو وأخوه رجا سلامة وماريان حويّك، ‎ومتّهم أيضاً بتبييض الأموال في شركته ""Furry في فرنسا.
‎هل ستكون الفرصة سانحة كي يكون هذا الحدث المفاجئ مدخلاً، ينفذ منه القضاء اللبنانيّ، الّذي ‎سيجد نفسه مضطرّاً إلى محاكمته وكفّ يده، إذا ما تمّت إدانته أوروبيّاً؟
‎قد تكون الدولة ضعفت لفترة لكن القضاء لا يُهادن. القضاة أنفسهم هم قوة السّلطة والمؤسّسات.
‎أبغمضة عين…أبلمح البصر، ننام ونصحوعلى حلم وواقع طال انتظاره؟!
‎هل بدأت عمليّة فتح ملفّات الفاسدين والمتورّطين؟
‎هل ستنهار تلك المنظومة الفاسدة والمجرمة مثل أحجار الدومينو؟
‎حاكم مصرف لبنان لديه كلّ أسرار وأرقام التحويلات والسرقات والصَفقات وحركة تبيض الأموال لكلّ تلك المنظومة.
‎ليس غريباً ما قاله جميل السّيّد أخيراً للحاكم: افضحهم قبل أن يقتلوك ويخفوا جرائمهم وسرقاتهم.
‎فهل فعلها سلامة وباح بكلّ ما في جعبته من عجائب وأسرار تلك المنظومة؟
‎ كم سننتظر تلك اللحظات الرّائعة حتى يبدأ سلامة بفضحهم وبإخراج الأرانب من صندوق الفرجة لديه؟
‎ليس رياض سلامة وحده مسؤولاً ويتحمّل كلّ هندسات الانهيار وسرقة العصر وجرائم الفساد والديون والتّهريب من دون شك، فكلّهم متورّطون ويتحمّلون تبعيّة ما حصل.
‎ما يدعو إلى الاستغراب أنّ دول الغرب وأوروبا لديها كلّ داتا التّحويلات المصرفيّة بالأسماء والتّواريخ وأموال المنظومة الفاسدة والحاكمة، كلّها في مصارفهم. لماذا لا يحجزون عليها ويحاكمون هؤلاء؟!
‎ ماذا ينتظرون؟
‎أيّها القضاة الشَرفاء فرصتكم قد لاحت، وإننا نرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، ليأتي بعدها ربيع الوطن، فتساهموا في بناء الدّولة القويَة على أسس عادلة ومتينة.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium