النهار

الميتافيرس... عولمة تكنولوجية والثورة المعلوماتية الجديدة
المصدر: النهار - ريان زغيب
الميتافيرس... عولمة تكنولوجية والثورة المعلوماتية الجديدة
تخيل نفسك يومًا ما، وبنقرات قليلة، يمكنك تغيير تصفيفة شعرك، ملابسك، حضور الحفل الموسيقي الذي يقيمه فنانك المفضل
A+   A-
تخيل نفسك يومًا ما، وبنقرات قليلة، يمكنك تغيير تصفيفة شعرك، ملابسك، حضور الحفل الموسيقي الذي يقيمه فنانك المفضل، أو أن تشاهد الدوري الإسباني أو حتى أن تحتسي القهوة في أحد مقاهي فرنسا مع قريبك الذي يعيش هناك.
كما وهل تساءلت يومًا ما إذا كان صديقك على وسائل التواصل الاجتماعي مثيراً للاهتمام في الحياة الواقعية أيضًا؟
لن يكون هذا الأمر مستغرباً وخيالاً بعد الأن، وبات المستقبل كما نراه ونتصوره اليوم مثير للاهتمام فعلاً، بعد كل هذا التحول الرقمي المتسارع الذي نشهده، منذ ظهور الأنترنت حتى وصولنا لتقنية 5G، كما والذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، وبمقارنتنا للهواتف الذكية بالجيل الأول من الهواتف المحمولة الضخمة التي أُنتجت في ثمانينيات القرن الماضي.
كلّ هذا بات اليوم حقيقة تحمل اسم الميتافيرس وتدمج العالمين الحقيقي والافتراضي(VR) ، وانت جالس في منزلك ترتدي نظارات وسماعات الواقع الافتراضي.
فما هو الميتافيرس؟
الميتافيرش هي كلمة تتكون من شقين الأولى "meta" (بمعنى ما وراء، او بعد ذلك) والثاية Verse مشتقة من كلمة Universe وتعني (الكون)، وبالتالي عبارةmetaverse تعني ما وراء الكون، حيث يكون التأثير والاختلاط سهلاً بين سكان القارات بمختلف الثقافات.
بدايةً مصطلح ميتافيرس ظهر في رواية الخيال العلمي snow crach للكاتب نيل ستيفنسون الصادرة عام 1992، التي تدور أحداثها حول تفاعل البشر مع بعضهم باستخدام شخصيات خيالية avatars عبر فضاء افتراضي ثلاثي الأبعاد، مشابه للعالم الحقيقي.
وكانت أولى استخداماتها عام 2003 من خلال الإصدار الأول لمنصّة الألعاب أونلاين سكند لايف second life، التي صورت المستخدم على أنّه رمز ثلاثي الأبعاد (صورة رمزية لنفسه) يعيش حياة ثانية وحياة اجتماعية يتفاعل فيها مع غيره من سكان القرية الكونية، في عالم افتراضي عبر الإنترنت.
كيف تدخل هذا العالم؟ ما نوع المعدات التي أحتاج إليها للدخول إلى ميتافيرس؟
يمكنك دخول عالم الميتافيرس، أن تسافر إلى الماضي أو المستقبل وتجوب العالم من غرفتك، كل هذا يعتمد على المكان الذي تريد الذهاب إليه أو الشبكة التي تتيح استخدامه. جلّ ما تحتاجه هو نظارات وسماعات الواقع الافتراضي Oculus VR، التي تتراوح أسعارها بين 300 دولار إلى 1100 دولار.
وعلى الرغم من أنّ الجهاز قائم بحد ذاته ولا يتطلب استخدام جهاز كومبيوتر أو وحدة تحكم في الألعاب،
ولكن بعض الشركات التكنولوجية الكبرى تعمل على تطوير أساليب الدخول لهذا العالم بتطويرها لأجهزة الكترونية ذكية تناسب هذا الواقع نظراً أن النظارات والخوذة المستخدمة ليست خفيفة الوزن.
الميتافيرس اليوم... الثورة المعلوماتية الجديدة
بدايةً اقتصر عالم الميتافيرس على بيئات محدودة بالألعاب وللتسلية فقط، ولكن اليوم بات يتوسّع ويدخل في قطاعات أخرى من عالم المال والأعمال، فبدأنا نسمع ونشهد عن دخول شركات ضخمة بعالم الميتافيرس تعرض نماذج رقميّة لمنتجاتها وتسوق لخدماتها، كما أقام عدد من المغنين حفلات افتراضيّة هناك وأطلق بعض المشاهير أماكنهم الخاصة على منصّات مختلفة.
أبرز الشركات التي تتعامل مع الميتافيرس:
تسعى وتتسابق كبرى الشركات في جميع أنحاء العالم على الاستثمار وتطوير أنشطتها لتدخل هذا المجال بقوة، بهدف منح عملائها ما يُميّزه من خدمات على المدى البعيد، وبفعل رؤيتها لميتافيرس المستقبل وأنه لن يدوم هكذا طويلاً.
مثالاً: الإنترنت كقوة تكنولوجية هائلة موجودة اليوم فاقت التخيل حتى لدى صناعه فقط بدء من نصوص ثم انتقل إلى فيديو وبثّ مباشر وألعاب ثلاثية الأبعاد... إلخ
من هذه الشركات:
- شركــة فايسبــوك: تسعــى شركـــة فايسبـــوك أو ما تعــرف حاليــاً بــ ميتا بلاتفورمز (Meta Platforms) للدخول إلى عالم الميتافيرس عبر إطلاق الميتافيرس الخاص بها Horizon Worlds أي عالم الأفق في الواقع الافتراضي.
بحسب مؤسسة الشركة مارك زوكربيرغ انّ الشركة لن تقتصر على المحتوى المرئي والمسموع كما هو حالياً، وستطور مهاراتها في إعداد الكائنات الافتراضية الرقمية وإنشاء بيئات افتراضية تسمح للمستخدمين بالتفاعل مع الأصوات والعطور وملامستها خلال السنوات العشرة القادمة.
- شركة مايكروسوفت: تسعى شركة مايكروسوفت لمواكبة عالم الميتافيرس عبر إنشائها لمنصّة "ميش" (mesh platform) . ستكون الأخيرة هي الرابط بين البيئات الافتراضية، فقد عقدت مايكروسوفت اجتماعات في العالم الافتراضي على منصّة مايكروسوفت تيمز (Teams) التي تضمّ 270 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم.
- شركة هيونداي موتور: تسمح الشركة لزوارها مشاهدة عروضها التنقل من Hyundai، تعريفهم بمنتجات Hyundai Motorوتجربتها بواسطة معرضها الافتراضي Mobility Hyundai Adventure الذي تمّ إنشاؤه على منصّة الألعاب Roblox.
- :Nike تعمل Nike على تطوير متجرهاnikeland على منصّة Roblox للألعاب أونلاين. يتيح المتجر للزوار (للأفاتار) رؤية أحدث مجموعة من NIKE الواقعية، وتجربة مقتنياتهم من أحذية وملابس رياضية رقمية.
- غوتشي: تعاونت Gucci مع Roblox لإطلاق عالمها الافتراضيGucci Garden ، وهو يسمح للزوار بتجربة الأزياء الافتراضية المختلفة من Gucci.
- شركة أبل: ستطلق نظارة تعمل بالواقع المعزز وسيتمّ مراعاة تقنية الميتافيرس.
- مهرجان كان السينمائي: تمّ إنشاء الخلفية الشهيرة لمهرجان كان في منصّة الألعاب أونلاين Fortnite، مما يجعله في متناول جميع الجمهور، وأن تتعرّف عليه الأجيال القادمة. يسمح للاعبين بتجربة مهرجان كان من خلال ثلاث شخصيات مختلفة: الصحافي الذي يجري المقابلات والممثل الذي سيقوم بإجراء اختبار مع المخرج، ويسير على السجادة الحمراء، والمخرج الذي سيتعين عليه العثور على صفحات سيناريو تمّ وضعه في غير مكانه في جميع أنحاء المدينة، وإرسالها إلى منتج، والسير على السجادة الحمراء.
- في شباط الماضي، أصبح "جيه بي مورغان شايز (JP Morgan Chase) أول بنك على الإطلاق يدخل عالم الميتافيرس.
- لا ننسى إيلي صعب: شاركت دار الازياء العالمية اللبنانية إيلي صعب حدث الموضة الأول الذي أقيم بين 24 و27 مارس على منصة Decentraland في عالم الميتافرس، كما وتطلق ماركة الأزياء متجرها الافتراضي رسميًا هناك، في محاولة للغوص في عالم الموضة الرقمية عبر تقديم أحدث مجموعاتها.
- باريس هيلتون
أنشأت باريس هيلتون جزيرة داخل لعبة Roblox تسمى Paris World. يمكن للزوار مشاهدة نسخة رقمية من ممتلكاتها في بيفرلي هيلز .
- سنوب دوغ
- أقام مغني الراب سنوب دوغ العديد من الحفلات الموسيقية في قصره بــ The Sandbox
منصة ميتافيرس أخرى.
السؤال الذي يطرح نفسه: كيف سيكون ميتافيرس المستقبل الذي ينتظره الجميع بتلهف، وهل سنعيش حياتنا بالكامل في عالم رقمي؟
ما لا شكّ فيه أنّ عالم الميتافيرس لا يزال في بداياته، وسيقوم بنقلة نوعية في هذا العالم بحسب الخبراء بعد أن أصبح حديث الساعة في عالم التكنولوجيا. يرغب المستثمرون والعاملون بالميتافيرس بتشوق وإيمان الوصول به إلى الكمال الذي لا تشوبه شائبة، حيث سيكون بمقدور المستخدم أن يعاين أيّ شيء يريد شراءه عن قرب، وأن يُصبح كلّ نشاط إنساني في الواقع الحقيقي، متاحاً بكلّ تفاصيله في العالم الافتراضي، مما يعني أنّ الإنسان ربما يكون قادراً على البقاء في العالم الافتراضي لفترات أطول. إنّه يغير الطريقة التي نشارك بها جميعًا بنشاط ولا يسعنا الانتظار لمعرفة ما تقوم ببنائه وكيف تجمع الناس معًا بهذه التكنولوجيا".



الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium