النهار

هذا الظَّهر إلى الجدار... أين الحكاية؟
المصدر: النهار - أسامة المصلح - سوريا
هذا الظَّهر إلى الجدار... أين الحكاية؟
اعتمد المخرج الشهير فرانسيس كوبولا في فيلم "العراب"، على تقديم وصفة لصنع صلصة معكرونة
A+   A-
اعتمد المخرج الشهير فرانسيس كوبولا في فيلم "العراب"، على تقديم وصفة لصنع صلصة معكرونة. كانت هذه الخلطة ضمن خياراته في حال لم ينجح الفيلم، فهو حاول ان يقدم شيئاً يستفيد منه المشاهد في حال لم يعجبه العمل. هكذا تخاطب السينما العالمية جمهورها، لا أن تقلل من شأنهم وتستغبي حضورهم.
طبعاً لا يأخذ ذلك بالحسبان النقدي بالنسبة للشيء الذي ينجز في سوريا من ناحية الفن السابع، لكن يجب احترام هذه المهنة، والتعاطي معها بجديّة، والوقوف برصانة أمام المنتَج السينمائي.
المؤسسة العامة للسينما هي الجهة المتصدرة في تقديم هذه الأعمال، فعرضت مؤخراً فيلم "الظهر إلى الجدار" من كتابة وإخراج أوس محمد، بطولة أحمد الأحمد، عبد المنعم عمايري، لين غرة وغيرهم. العمل يحكي عن "قصي" أحمد الأحمد أستاذ في كلية الإعلام، يزوره دكتور مختص بالأمراض النفسية ليخبره عن صديق طفولته "ليث" عبد المنعم عمايري، بأنه مريض لديهم، فتبدأ رحلة قصي في البحث عن الأسباب التي أوصلت صديقه إلى هذه الحالة، ويحاول تذكيره بكل المجريات التي حدثت معه لتعود إليه ذاكرته.
العمل يعتني باللقطات الأكاديمية للمخرج أوس محمد، والحرفية اللازمة لإنجاز فيلم سينمائي يقدم كمشروع عملي في أحد المعاهد التي تُدرّس فن السينما، مقرر: حركات الكاميرا، لكن لا يرتقي العمل ليكون فيلماً روائياً طويلاً يستحق أن تصرف المؤسسة ميزانية معينة عليه.
بدايةُ الفيلم غير مفهومة وخالية من التشويق، لنرى في تسلسل العرض أنه حدث عادي جداً، لا يصلح أن يكون بداية لعمل سينمائي. دائما ما يستخدم المخرجون الأكثر حرفية، المشاهد المليئة بالأحداث الأكثر أهمية والمشوّقة، لدرجة أن تمسك المشاهد من أول خمس ثوان ليُكمل معك الحتوتة.
من عنوان الفيلم تعي تماماً أنك أمام شيء غير واضح، فالنص مشوّه لا يعرف ما يريد تقديمه، أو ما هي الرسالة التي يريد إيصالها، من مريض نفسي مهووس بالكاتب محمد الماغوط، وصديق طفولة يريد إعادته إلى وعيه. كل الفيلم يمتد بصيغة لعبة المطاردة، الأول يهرب من الماضي والثاني يريد إعادته إليه. يُختم العمل بقتل الشخصية "ليث"، من قِبَلِ مريض نفسي آخر في نفس المستشفى. إضافة إلى ذلك، غرقت بعض الحوارات في التعبير الإنشائي المستهلك.
العمل يفتقر إلى أهداف السينما، سواء أكان الترفيه، أو التشويق، أو الرسالة. فالغاية الوحيدة التي كانت تشغل بالَ الحضور المتواضع الذي لم يمثل نصف صالة سينما الكندي، هو الخروج بشكل سريع من القاعة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium