دموع عينيّ تسألني عنك. آهات وتنهيدات تنطق باسمك. أُطلق الآه تلو الآه علّني أرتاح بعد بُعدك. هذا السّم القاتل ينساب في عروقي وجعاً وعذاباً. أكفكف دموعي، ولكن من دون جدوى. يصرخ قلبي صيحات وجع، ونبضات تكاد تخنقني، روحي كئيبة فملاكها بعيد عنها.
الحياة لم تعد تهمّني. عقارب السّاعة ثقيلة عليّ. الوقت كسدّ من صخر، وأنا أحفر فيه بأنفاسي كي يذوب. كلّ ما أقوم به تافه. كلّ ما هو حولي لا معنى له. أنت يا دفء الروح، يا قمري في ليالي الدجى، أنت الدم في أوردتي.
يسود الظلام الدامس على مهجتي، ولولا الأمل بلقاء البرهة يوماً ما لكنتُ انتهيت وأصبحت مجرّد ورقة صفراء في فصل خريف البشرية. عذاب احتراقي في النار أرحم وأهون من هذا البُعد المرير. لكم صرخت من وقع سياط هجرك، ومن رؤيتك وحيدة تدافعين عن رابطنا، عن كرامتك وعنفوانك وإيمانك، وأنا مكبّل لا أستطيع التفوّه بكلمة، ولا بأيّ حرف، مُدركاً استحالة أن نكون سويًّا للأبد...
آه لو تصفحين عن قلبينا، فتلغي كلّ الأيام التي تبعدنا عن بعض. لماذا كلّ هذا العذاب وكلّ هذه الآلام؟ إن ما بيننا طاهر مقدّس، يقطن في روحنا الواحدة، ولا يُشبه أيّ حبّ، وليس له مثيل في هذا المجتمع، وأنت تعلمين هذا!
أرجوك لا تكوني بهذه القساوة على رابط حبّنا، فحرام أن نحمل الأحزان، وبأيدينا نستطيع أن نمحوها، حبيبتي حرام...
لو أنني لست مدركاً أنني بتفوّهي بالكلمات سأخسرك لكنت زلزلت الأرض بصدى صوتي، ولجعلت ثورة من الصراخ في أعماق شبح البعد لينكسر وينهزم تحت أقدام الزمن!
أنت بحاجة إليّ يا أروع ملاك. وكم قسوت على روحنا وعلى قلبينا قساوة لا يُضاهيها مرارة ولا عذاب؛ وإنني فقط أصمت لأقول لك كم احترمك وكم أحبّك؛ وإنّني لأجلك أتقبّل هذه الفاجعة، ولو في ذلك قهر وموت بطيء لروحي...