النهار

ألّا بذكر الحبّ تحتدمُ الوعود... ردَّتِ الرّيحُ: "وَقلْ عسى أن يهدي السبيلُ أهلَ الصَّبا في بيداءِ الجحيم... لا تلقِ القلبَ إلى التهلكةِ الكبرى وصبرٌ جميل"... ألّا بوشمِ البرقِ ترغو الرعود... تحسبُ أنَّ الدنيا في شوقٍ تبقى... فيمسُّ الضرُّ رحلكَ النائي وتغدو عبرةً للعابدين... وذكرى للرّيحِ والعابرينَ في كفّ الظلام... إنّ العشقَ للقلبِ عدوٌّ مبين... يقسو فيغدو رهنَ التّاريخِ حين يُنقرُ في الناقور... ألّا بذكرِه تجنُّ القلوب... يا أيّها الذين عشقوا إذا لقيتم غلّاً تفرّقوا واذكروا أنّ الحبّ يصيبُ كثيراً من الغافلين... هدرتِ الرّيحُ من جوفِ الليلِ خافقةً ببحّةِ الزهدِ لا تثنيها خلجانُ الطوفان... يا أيّها الذين هُجروا لا تقنطوا يأساً فالخيرُ بما يحملُ الغيبُ فاثبتوا إنّ الجباهَ المسفوعةَ بالبعدِ تناجي الصابرين... إنّ الليلَ المُدلَهَمَّ بالثوراتِ والأنّاتِ يفيضُ ضيقاً بالقانطينَ فانهضوا... تغنَمونَ البعثَ بالضوءِ... ينبجسُ السّحْرُ من كفً الأزهار... تتزاحمُ الأمواجُ الثملى... يتعالى صوتُ الأحلام... "وادخلوا القلبَ آمنين"... قالتها عيناكَ غدراً... . وقبلكَ هابَتْني بالغدرِ العيون... .مَنْ سَفَكَ البلّورَ الشفّافَ للدّمعِ المثنيّ على طيّاتِ الحجاب؟ من أثلجَ صدرَ الشمسِ حتّى غابتْ عن الأبواب؟... قبلكَ آبَ الرحّالةُ نادمين... يحكي الملّاح: "ذرى الموجُ الهواءَ الدّائرَ حول الموت... طَمَسَ المطرُ المسكوبُ آثاراً... على جدرانِ المعبدِ الخلفيّ للعشّاق، فاهجروا الحبّ آمنين". كذلكَ حدّثنَي الملّاحُ قبلَ الغياب... حتّى ابتعدْتُ عن الضالّين... وبَقيْتَ أنت..