"مات شعبي وحبيبات القمح قد تحجّرت في مخابئها
وأرضي الخضراء ماتت فيها السنابل":
لا لهمّة خبت في زنودٍ سمر قادرة، ولا لنخوة في الرجال الهادرة
بل لظلم في الأحكام الصادرة
(مات شعبي في أهراءاته حلم ألوف البيادر وأعناق ألوف السنابل)
مات شعبي والشمس تسطع في أرضه الطاهرة
والريح تبذر الخلايا الظاهرة
والغيث يروي جباله الساهرة
مات الرجال خلف الزناد
والأبصار سادرة
وهم من تعوّدوا على صليل
المدافع الهادرة
مات الرجال وقي القلب غصّة
بادرة
من صوت القائد الذي تجمّد
من هول المسغبه الواردة.
(بعد قرن على المجاعة)
سهامكم لم تخرق
وناركم لم تحرق
وأبصارنا شاخصة
قلوبنا لم تكن واجفة
وصفوفنا لا تخشى الخرق
وجباهنا قبلة أنظار الشرق
والسواعد ظافرة
أنتم الريح ونحن خيلها النادرة
أنتم عناد مزيف نحن الغادرة
وخناجرنا تحمي الجيوب الواترة
في حمأة الوغى والعبق
رجالنا يهوون القتال والعشق
سيف قدير زيّنها
أنظار الجلد
أنوف أعلى من السبق
إلى الجبال الهادرة
بعشق الزنود السمر
كاتبة النصر في البرق.