عندما يجلس عاشقان في مقهى في أغادير
يخرجان عن لغة العشق
وتبدو أنت لغتهم الوحيدة
عندما يلقي شاعر قصيدة في تونس
تكون أنت القصيدة
عندما يتباهى رسام بلوحته في روما
تكون أنت اللوحة البهية
عندما ينشر سياسي غسيل إنجازاته على أرضنا الثكلى
تكون أنت ولا غيرك من يبصق في وجهه
فأنت إذاً
من كسر زجاج اللغات المزيّفة
وحمل في قلبه وجع السنين
وعلى راحتيه المحيط والقذيفة
وأهدانا السنبلة
حين اخترق الأشباح أجسادنا
كنا نهرب
ولا ندري إلى أين نهرب
وكنت وحدك
ولا غيرك
أيها الطفل العربي
العائم على الأمواج
والقابع لامتصاص القذيفة
تحاكم القتلة
فماذا عنا يمكن أن تقول؟
قُل ما شئت
أيها العندليب في الأفئدة
فنحن شعوب نمتشق أحزاننا ونهرب
وبكل الأيدولوجيات نكذب
ونمنح الجلاد والغازي
ما طاب له من الفتاوى
ينمّقها
يزخرفها
لنبقى له الحمل الوديع
ودمى بطولاته الخارقة
أنت وحدك أيها الطفل العربي الحاضن للمحيط
والقابع لامتصاص القذيفة
من يفضح المهزلة
ويصنع المعجزة
أنت من يمزق خطوط الاغتراب عن الوطن
ويقطع طريق الفتن
ومن سيغير تراتيل الزمن
أعذرني أيها الحبيب إن خرجت عن اللياقة
وشتمت حكامنا بألفاظ نابية
ففي عيونهم أقرأ أنهار الانفصام العالقة
وأنت النخلة الباسقة
في صدر البحر
وعلى أرضنا الطاهرة
ونداؤك يردده الصدى
عودوا
عودوا إلى الأرض
عودوا
عودوا أيها الراحلون
فهذا الربيع ربيعكم
وقوس قزح إكليل على رؤوسكم
وهذه البلابل تشدوا لكم
وأنا فداكم
وفداء تاج نهاركم
وفداء ذرات رملٍ
قبّلت أقدامكم