يطرح وباء نقص المناعة المكتسبة / الإيدز مشاكل صحيّة وإنسانيّة في عصرنا الحالي للأسباب الآتية:
يطال عدداً كبيراً من النساء والرجال والأولاد من كلّ المجتمعات والأديان والثقافات.
يسبّب مشاكل اقتصاديّة واجتماعيّة وأخلاقيّة وروحيّة.
يزرع الخوف في قلوب الكثيرين.
يُقسّم المجتمع بين ناقمين على هؤلاء الأشخاص لأنّهم في نظرهم مسؤولون عن مرضهم ومتضامنون رافضون لكلّ أنواع التمييز دون أن يعرفوا كيفيّة مرافقتهم.
يشعر المصاب أنّه:
مرفوض أحياناً كثيرة من مجتمعه وأهل بيته وفي عمله.
غير قادر أحياناً على التأقلم مع حالته الجديدة.
خائف من الموت.
بحاجة إلى مرافقة.
مرافقة المرضى، وبخاصة المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة، هي خدمة تهدف إلى مساعدتهم على البحث عن معنى لحياتهم وعلى إيجاد حلول تناسب حاجاتهم. المرافق يسير مع المرضى ولا يأخذ مكانهم لأنّهم هم الذين يشاركون في تحديد حاجاتهم الرّوحيّة والنفسيّة والاجتماعيّة والبيولوجيّة ويناقشون همومهم لفهم ما يحصل معهم. يسعى المرافق لمساعدة الأشخاص المصابين على تأمين أفضل نوعيّة حياة لهم وتثبيت دورهم في محيطهم ومساندة أهلهم من دون تفرقة ولا إدانة ولا تجريح ولا تمييز. كما يسعى المرافق لمساعدة المرضى على مواجهة كلّ القضايا الأخلاقيّة المطروحة زارعاً الثقة والرّجاء بدل الشك والاستسلام.
ربّما نتساءل: هل يمكننا مرافقة المصابين بفيروس نقص المناعة؟ لما لا. المهمّ أن نتعرّف أكثر على خصائص المرافق لكي نتمكّن مع الوقت من الالتزام في خدمة المرضى. من خصائص المرافق:
يكتشف نفسه وأفكاره ومشاعره ومواقفه وقوّته وضعفه.
يتساءل حول معنى حياته وموقفه من الألم والمرض والموت.
يتعرّف على فيروس نقص المناعة وعلى كلّ الاكتشافات والمستجدّات العلميّة لتكون مرافقته واقعيّة بعيدة عن الأحكام المسبقة.
يعي تاريخ الأشخاص المرافَقين ويتسلّح بالقدرة على مواجهة الصعوبات بدون تذمّر وإدانة.
يصغي ولا يفرض فكره.
يسير بحسب سرعة المريض ويسيطر على غضبه وانفعالاته.
تكون لديه القدرة على حفظ السر.
يساعد المرضى على تحديد هواجسهم وحاجاتهم وسلّم أولويّاتهم من دون أن يأخذ القرارات عنهم.
يتشارك مع الجسم الطبي والتمريضي لمرافقة شاملة للأشخاص المصابين.
يسعى المرافق إلى مساعدة الأشخاص على:
فتح قلوبهم والتعبير عن قلقهم وغضبهم وذنبهم ويأسهم ونقمتهم، و... لمواجهة الواقع بدون خوف.
تشجيع الحوار معهم.
مصالحتهم مع ذواتهم ومع الآخرين وربطهم بمجتمعهم وبأهلهم.
مقاربة جديدة لواقعهم وفَهم ما يحدث معهم وعيش الحاضر بملئه.
النمو بحريّة كي يتمكنوا من أخذ القرارات المناسبة لهم والقبول بمحدوديّتهم.
نحن مدعوون لمحاربة هذا الفيروس بكلّ ما أوتينا من قوّة مع:
احترام كرامة الإنسان والتركيز على قدسيّة الحياة البشريّة.
تشجيع النضوج الإنساني والنفسي والعاطفي لدى المرافِق والمرافَق.
تأمين العلاجات المتوفّرة بشكل عادل.
رفض التمييز بين الدول الفقيرة والدول الغنيّة.
التركيز على فضيلة المحبّة عند كلّ إنسان.
من الضروريّ:
السعي لتأمين فسحة رجاء للمريض تسهّل له بناء ذاته وتقوية ما تخلخل في حياته. هنا يأتي دور المرافق ليشجع الأهل والأصدقاء على الوقوف إلى جانب المصاب بالفيروس. هذه اللّقاءات تساعد على إسقاط كلّ الحواجز التي تفصل بين البشر.
من الضروري تشجيع التربية الإنسانية لتنشئة جيل يقوم على الثقة والأمانة والاحترام وعلى الاختيار السليم للحياة. لأنّ همّ البشريّة احترام كرامة كلّ إنسان وكسر حواجز الصمت والعيب من خلال العلم والمعرفة والحوار والمناقشة والإيمان.