النهار

نقطة على السطر
كاريكاتور ارمان حمصي
A+   A-
على كفّ عفريت في رحلتنا نحو الجحيم
في وطني، الأشرار دائماً ينتصرون… ويموت البطل
العفريت … بل العفاريت هو أنتم يا من تمسكون برقاب العباد وأرزاقهم، وتتلاعبون بمصير ووجود هذا الوطن. تشوّهون تاريخه وحضارته وثقافته. تقوّضون مؤسساته ونظامه وقضاءه وهيبة الدّولة ودورها.
الجحيم هو الوطن الّذي تسرقون منه كلّ الألوان والفرح والسلام والحياة.
سئمنا من تلك النهاية الفاجرة! سئمنا من القمع ومصادرة الرأي الحرّ والرأي الآخر، والعهر والكذب والفساد!
إّنّهم يرشحون زيتاً وطهارة وسلاماً وإنسانيّة، وبالعفّة والبراءة يحاضرون! ولربي من شدّة الكذب هم صادقون.
لسنا وحدنا من يعاني في هذا العالم الخبيث. الأشرار والعفاريت يسرحون ويمرحون في كلّ رقعة من هذه الأرض. هم في كلّ مكان، في كلّ ركن وزاوية.
أعمارنا ملوَثة بصراخ الحروب. لا أعلم كيف نحن قادرون على الاستمرار دون أن نتفتت.
الزلازل والفيضانات والحروب والأوبئة غضب الطّبيعة على الإنسان.
هل هي مفتعلة؟ هل لأباطرة المال والسلطة يد في ما يحصل؟
أهي تجارب وتفجيرات تحت الأرض وفي عمق المحيطات؟
أيختبرون فاعليّة أسلحتهم الجديدة؟
أيكسرون الدّول الضعيفة والغنيّة بالمواد الأوليّة والغاز والنّفط والمعادن الثمينة والذّهب؟
أيفتعلون النّزاعات ويخترقون الأرض والناس، ويسّلحون الأطراف لدفعهم إلى الاقتتال والتشرذم، وينهكون البلدان بالأزمات الاقتصادية والماليّة ويجعلون لهم بذلك موطئ قدم؟
يبيعون أسلحتهم ويستولون على خيرات وثروات تلك الدّول الضعيفة، وينفّذون أجندتهم الخبيثة بكلّ برودة أعصاب ودم بارد.
لم يعد للشر حدود وللطمع خطوط حمراء.
حرب أوكرانيا اليمن والعراق وليبيا والسّودان... حرب سوريا ومأساة لبنان...وأخيراً وليس آخراً، حرب كاراباخ أذربيجان - أرمينيا. ولا ننسى الانقلابات في أفريقيا، مأساة قارة، تعدّ من أغنى المناطق بالمعادن والألماس والموادّ الخام والأحجار الثّمينة والخشب… يعيش الحكّام بترف وثراء فاحش، مقابل أن يرتهنوا الخارج ويسمحوا لهؤلاء بأن ينهبوا ثروات بلادهم، فيما الشّعب يعاني من مأساة ويعيش في فقر مدقع.
أولئك المسكونون بهوس المال والسّلطة والنّفوذ والسّيطرة يحكمون البشريّة، ويكدّسون الثروات، ويسيطرون على البشر والحجر، ويعمدون لتقليص عدد سكان الكرة الأرضيّة، ويفرضون قوانينهم وبرامجهم على البشر عنوة وبسبلٍ لا تخطر على بال أحد.
حين تقع الحروب، يُستدعى الناس والفقراء كي يحاربوا ويقاتلوا. وحدهم يدفعون ثمن هذه الحروب والنّزاعات والأطماع من دمائهم وممتلكاتهم وحياتهم وأمانهم.
وحين تنتهي الحروب وتقفل الجبهات ويتوقّف القتال، يأتي الأغنياء والحكّام ليقتسموا المغانم والثروات، وليتولّوا المناصب والقيادة، وليوقّعوا اتفاقيات السّلام.
وتبقى الأمّهات ينتظرن عودة أزواجهّن وأولادهنّ وإخوتهنّ… إلى ما لا نهاية.
العالم يرقص رقصة الحرب والسّلام…
وعلى وقع إيقاع هذه الرّقصات، يعاد رسم خرائط الدّول وتغير ديموغرافيّة أوطان ويوزّع النّفوذ، وتقتسم الثروات والغاز، وتعقد اتفاقيّات السّلام والتطّبيع، ناهيك بفتح طرق للتجارة العالميّة: كطريق الحرير الصّينيّ، وطريق براكس الغربيّ.
العالم رهن جنون قادة وحكّام متهوّرين، تدفع ثمنه دول وشعوب بريئة، وتجرّ ويلات ونكبات على مناطق ودول مسالمة، لن يسلم من نيرانها أحد.
إنّهم يسلبون العالم الأمن والسّلام والطمأنينة والفرح، والأهم البساطة والعفوية في أن نحيا بهدوء واطمئنان.
ماذا يحيكون لنا؟
الذّكاء الاصطناعيّ، والتكنولوجيا والشرائح المعدنيّة، لمراقبة البشر والتّحكم بهم والسّيطرة عليهم؟
اللقاحات لأوبئة
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium