النهار

قادم من هناك...
قادم من هناك... أهو الوباء القادم على جياد الرعب والموت؟ أم هو سلاح خفيّ لتلك الحرب الباردة الّتي تفتك بالبشريّة والّتي تدور بين العملاقين الصّينيّ والأميركيّ لتزعّم وقيادة العالم
A+   A-
قادم من هناك...
أهو الوباء القادم على جياد الرعب والموت؟ أم هو سلاح خفيّ لتلك الحرب الباردة الّتي تفتك بالبشريّة والّتي تدور بين العملاقين الصّينيّ والأميركيّ لتزعّم وقيادة العالم؟
هل حقّاً الأمراض والأوبئة أسلحة خفيّة في الحروب الباردة بين الدول الكبرى ومصدر يدرّ مليارات الدولارات في حسابات المافيات والمؤسسات والشركات الكبرى والعملاقة التي تسيطر على حكومات الدول والشعوب الضعيفة والفقيرة وتُحكِم قبضتها الاقتصادية والسياسيّة عليها؟
لماذا يضعون صورة الرئة المشوّهة، فقط على علبة السجائر؟
لماذا لا يضعون صورة الأطفال الّذين يموتون جوعاً على علب المأكولات؟
لماذا لا يضعون صورة الحيوانات المقتولة على علب التّجميل؟
لماذا لا يضعون أشلاء الجثث وضحايا السائقين المخمورين على قارورات الكحول؟
لماذا لا يضعون صور السياسيّين الفاسدين ولصوص المال العام على فواتير الكهرباء والغاز والماء والضرائب؟
أوائل العام 2020، انطلق كوفيد 19 من الصّين، من مدينة واهان، وانتشر كالنّار في الهشيم وغزا العالم، وبات هاجساً يرعب الكرة الأرضية.
أصاب وفتك بالملايين وأصبح شبحاً يطارد الناس في الشوارعِ والمدن.
من قال إنّ شركات ماركات السجائر وعصابات توزيع المخدّرات وباقي الممنوعات، تتعامل مع الناس الضحايا كأرواح بشريّة، فهم مجرد أسواقٍ ومستهلكين لبضائعها بالرغم من أضرارها الفادحة على حياتهم وصحتهم؟
من قال إن السرطان، ذاك القاتل المرعب، لا يوجد له دواء؟
إن معظم المختبرات الّتي تعمل على إيجاد العقارات واللّقاحات والأدوية؛ يموّلها أثرياء وأباطرة رأسمال المال وأصحاب النّفوذ، وهم من يستفيد ويتحكّم بنتائج تلك الأبحاث والعلاجات ويخفون العلاج.
وذاك المرض الصّامت، يحصد الأرواح بالملايين حول العالم، لكنّه منجم ذهب وأموال طائلة تتكدّس في حسابات أولئك الرأسماليّين الجشعين.
لا يهمّهم وجع وموت ومآسي الشعوب، كتجار السلاح والمخدرات. أرقام حساباتهم المصرفيّة ونفوذهم أولوية تحرّك وتتحكّم بضمائرهم وقراراتهم في الحياة.
ولعلّ ما يحدث الآن في مختلف بقاع الأرض، دليل دامغ على صحة تلك النظرية المؤامرة.
فهم يعمدون للتخلّص من كبار السنّ وذوي الااحتياجات الخاصة وأصحاب الأمراض المزمنة، الّذين
باتوا يشكّلون عبئاً ثقيلاً على اقتصاد وميزانيات الدول الكبرى.
يستحدثون النزاعات والجبهات ويقحمون الشعوب في نزاعات لا تنتهي، كي يستولوا على موارد تلك البلدان وثرواتها، وكي يفتتحوا أسواقاً جديدة لبيع السلاح والذخيرة.
وبعد أن تدمّر المدن والمرافئ والشّوارع، يأتون بشركاتهم المعماريّة ويلتزمون بإعادة إعمار ما تهدّم بسبب غباء الشّعوب وبأسلحة ومتفجّرات، هم من موّل وباعها لتلك الجيوش والمنظَمات والدّول، وقبضوا الأثمان وراكموا الأرباح على دم وأشلاء النّاس المساكين الأغبياء.
لم يعد يهمّ من سيبتلع الأرض والأرباح والنّفط والغاز والمياه... والأرواح والدّموع.
لم يعد يهمّ من سينتصر، ومن سيجد اللّقاح أولاً، وليس مهماً بعد اليوم من سرّب الكوفيد ومن قتل النّاس ومن سرق أحلام الشباب ومستقبلهم.
ما يهمّ اليوم أن نعيش ونفرح ونبقى على قيد الحياة والإنسانيّة، أن نُبقي لنا سماءً وواحة من السّلام والأمن والفرح لأولادنا…
أن نبقي لهم أرضاً يسيرون فوقها بكرامة وحرية لا أن يُدفنوا تحت ترابها.
لماذا الحروب والنزاعات والسلاح والكراهية والموت والدمار والوباء في كلّ مكان؟
لماذا تسرقون أيامنا وأحلامنا وحياتنا يا تجّار وفرّيسي الهيكل وعبدة الذهب والنفط والسلطة.
الشيطان لم يعد لديه مهمّات يقوم بها على الأرض وينشر الشر والموت والحروب، فالإنسان يتكفّل بإتمام تلك المهمّة نيابة عنه، وبكلّ حرفيّة ودقّة وضمير.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

سياسة 11/25/2024 1:35:00 PM
وجّه المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي ادرعي، تحذيرات جديدة إلى السكّان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية

اقرأ في النهار Premium