النهار

الوجه الآخر للاقتصاد
أين الاقتصاد من كل هذا الانفجار العظيم؟
A+   A-
منذ القدم و الانسان توّاق الى التطوّر والتغيير، فمن كان يخطر في باله ان نعتلي عنان السماء بطائرة؟ و أن نسبح في أعماق البحار بغواصة؟ ونصل الى يوم نرى فيه تلك السفن العملاقة تحمل نفاثات حربية في عمق المحيط على ظهرها؟
إنّه الإبداع والرغبة الشديدة في التطور والتغيير، فمن عربة الخيل الى السيارات الخارقة، ومن البريد الورقي إلى رسائل "واتساب"، ومن أحلام بن فرناس إلى طائرة من دون طيار، وما بين كلّ تلك الابداعات العظيمة، تطرح أسئلة عديدة:
أين الاقتصاد من كل هذا الانفجار العظيم؟ أين المعالم الجديدة للكلمة التي تسهر على راحتها الدول والحكومات؟
قطعاً لقد تغير الاقتصاد لا بل تحوّل تحوّلاً جذرياً: فمن مقايضة السلع الى العملات المعدنية فالورقية، واليوم نشهد على الرقمية منها .
إنّها ثورة ضربت عرض الحائط بكلّ المفاهيم السابقة عن الاستثمار، عن الودائع المصرفية والفوائد.
إنّها ثورة حولت ثروات آلاف الاشخاص من العشرات الى الملايين، وسخرت من وهم المصارف المسيطر على الأذهان، والمتحكّم بكلّ مفاصل الاقتصاد العالميّ.
العملات الرقمية، أو العملات المشفّرة نموذج اقتصادي جديد عبّر فيه الاقتصاد عن حاجته الملحّة إلى وجه جديد وإلى شخصية جديدة عصرية قد تغنينا عن طباعة الأوراق النقديّة، و لا استجداء حيتان المصارف لإعطائنا جزءاً من ودائعنا .
وها هي ملايين الدولارات تُحَوَّل بثوانٍ قليلة من محفظة رقمية إلى أخرى دون الحاجة إلى انتظار خمسة أيام، أي ما يقارب الـ 120 ساعة لتصل الحوالة المصرفيّة.
ناهيك عن الاستثمار طويل المدى، الذي لا يطلب منك سوى عدم البيع بخسارة، وأن تقسم رأس مالك على مراحل و درجات سعرية متباينة.
إنها سيكولوجيا العصر الجديد، وها هي الدول قد بدأت باعتماد بعض العملات المشفرة كعملة رسمية في أنحائها، إضافة الى استحصال منصات كبرى ضخمة في مجال التشفير على رخص حكومية رسمية. ناهيك عن اعتماد العديد من الشركات الكبرى العملات الرقمية كوسيلة للدفع.
لكن في خضمّ هذا التطور الكبير، هل شارف التشفير على إعلان نهاية العصر المصرفيّ التقليدي، في ظلّ انهيار منظومة المصارف عالمياً؟
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium