استعددن أيتها اللبنانيات لأنكن قريباً ستصبحن "جاهلات"
نعم، إنها جملة مستفزة... لكنّها أيضاً قضية من الضروري أن تشغل الرأي العام.
نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية، وبالتالي غلاء أقساط المدارس، اتجه عدد من الأهالي إلى تسجيل أولادهم الذكور فقط!
تبعاً لإحصاء قامت به الـ UNICEF تدنت نسبة الإناث المسجلات في المدارس والجامعات بنسبة ٢٠%، ما أدى إلى انخفاض النسبة من ٦٠% إلى ٤٠%.
أيّها الرفاق، أغلبية المجتمعات تتقدّم إلى الأمام، إلاّ مجتمعنا الكريم. نحن "نتقدّم" إلى الوراء. المرأة هي نصف المجتمع، ووجودها في سوق العمل والحياة السياسية أصبح واجباً لا يمكننا الهروب منه.
الدول تتّجه لمحو الأميّة، وبلد الحرف "لبنان" يحرم سكانه من التعليم، فالطبقة السياسية وظّفت قدراتها في العرقلة والنكد السياسي عوضاً عن خدمة الشعب ووضع خطة إنقاذ للأزمة التي تطال كافة القطاعات، على رأسها القطاع التعليمي.
هكذا، نلمس ذكورية المجتمع اللّبناني التي لم ولن تتغيّر أبداً. ما هو ذنب هذه الفتاة التي تحرم من التعليم؟ هي الصديقة، الإبنة، الإخت والأم، التي على يدها سوف تنشأ أجيال فعّالة في المجتمع. لكن، ماذا ننتظر من أجيالنا الصاعدة التي سوف تترعرع على يد أمهات فرضت عليهن الأمية؟ هنا، نستشهد بقول حافظ ابراهيم "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق".
أخيراً، إنّ اللّبناني عبر العصور نجح في النهوض من الأزمات وإغتنامها كدروس للتطور. لذا، هذه فرصة لإعادة تصويب البوصلة نحو المسار الصحيح ونشر التوعية الاجتماعية والمناشدة بالإنصاف بين الرجل والمرأة أي gender equity وليس equality بهدف الإرشاد بأن المرأة والرجل يكملان بعضهما البعض وتثبيت أهمية الأدوار التي تشغلها النساء.
نحن لا نطالب بحقوق تعجيزية. نحن فقط نساء مهمشات في مجتمع يسلب منا في القرن الـ21 أبسط حقوق الإنسان. فهل يرى المجتمع اللبناني المرأة كإنسان أو أداة ترمى في المنزل وتنفذ قرارات ذكورية؟