هي الحياة فرضت عليّ واقعاً معيناً، وإن أردت تغييره أحتاج إلى عشرات السنين من عمري إن نجحت، فلماذا هذا العذاب؟ وما هو الهدف من وجودي في زمن ومكان ليسا من أحلامي ولا من أفكاري؟. ولدت طفلاً بين قمامة الزبالة مع المجرمين والسارقين لماذا أنا هنا؟ لماذا يا إلهي؟ وما الهدف من وجودي في هذه البيئة المملوءة بالعذاب والآلام بالجوع واليأس؟ من أنا لأتحمل كل هذه الأمور؟ ولماذا غيري من الأطفال يمرحون وينعمون بالدفء بالكرامة بالتعليم بالرفاهية؟ ماذا فعلت أنا كي لا أكون مثلهم؟ كي أبقى مدى الحياة أتسكع على أرصفتهم لقمة العيش وأتلقى آلاف الإهانات والشتائم؟ أنا أريد أن أكون نظيف الكف، طيب الروح، خليل النفس، مبدعاً في ما أحلم به. أريد أن أكون إبنك مثل هؤلاء الصبية الذين يحيون بسلام وأمان بين أحضان أهلهم وينامون في فراش تحت سقف بيت يحميم ويقيهم من البرد ومن المجرمين.
أنظر إليك يا إلهي سائلاً وفي قلبي حب لك عظيم يتخطى كل هذا اليأس والوجع، حب يخفق في صدري منذ ولادتي ولكن أتمنى في كل مرة أن ترد علي بجواب يُفهمني سبب واقعي وما هو وجوب حياتي؟ لكن عندما أعود في كل مرة ألتفت نحوك إلى السماء وأناجيك، تدخل إلى أعماقي نفحات من سلام جميل يهدئ من روعي ويزرع في حنايا روحي الرجاء والإرادة والقناعة فأبتسم لك وأنسى كل مآسيَّ وأحزاني ثم أنطلق من جديد في درب الحياة هذه بقوة الكفاح لأجل الوصول الى ما أصبو إليه فتهتف له روحي وتنسجه لي أحلامي في الليل تحت ضوء القمر والنجوم. بعد كل صراع الفكر مع نفسي أستنتج أن حبك لي أعظم من كل الأرض وبشرها وكنوزها، فما همني من التنمر من كلمات مسيئة جارحة وما كسرت الظروف سوء وقساوة التشرد والرياح الباردة مراكب عنفواني وشراع أحلامي، ولم ولن تستطيع أن تبعدني عنك وأنت من تحضنني بروحك وحنانك، فقيمة الحياة ليس بما نملكه من المال والأماكن ولكن بما نستطيع أن نحيا في قلبك ونجعل من روحنا انتصاراً لك... فلا، لن أبكي وأنوح بعد الآن ولن أسأل بل سأواجه معك كل المصاعب وأنتصر وأغدو بطلاً ناجحاً في هذا المجتمع.