يصلني صوت اليساري
متحشرجاً متحسّراً
أنهكه الجوع
وعطش الحنين
للحصار والانتصار
لمجد الإنسان
أينما كان
هكذا اليساري
كان ولم يزل
يرتشف القهوة
على صوت مارسيل
وأميمة الخليل...
يحلّق مع درويش
على هافانا والخليل
معدناً أصيلاً
لا يعرف المستحيل
للفجر يغزل
أجمل سبيل
***
يصلني صوت اليساري
باحثاً عن الاندماج
رافضاً المغريات
لا تتوه أحلامه
غايته الإنسان
سيّداً طول الزمن
***
يصلني حنين اليساري
ممتطياً شفق النهار
من وراء الجبال
عجبت كيف لا يأتي
هذا اليساري؟
وكيف يحيا في بلاد بلا روح؟
ترفل بالمولات والمراقص
تقتلها آلة التوحّش
والثراء الفاحش
***
أنت أيها اليساري
جسد مكتّف بالحب
وطاقة منتجة
أنت آلة
ابتلعتها صحراء باردة
نبتة برية
نمت في قلب المدينة
تحن إلى فوضى العمارة
إلى العشش وزقاق معتم
إلى وجوه ونكات مألوفة
إلى بائع الجرائد
إلى المُخبِر الأهلي
والمخبز الأهلي
إلى سنوات الجوع
وحماية الهوية
إلى مثقفي المدينة
إلى أمسية شعرية
إلى شاب ماركسي نحيل
وإن كان كئيباً
وهو يتلو قصيدة
***
أنت أيها اليساري
ترقص وراء من يرقص
لتصنع السلام
وتُذبح بهوية
وبدون هوية
***
يكفيك أيها اليساري
أنك أتقنت جلد ذاتك
وسلخت سواد ماضيك
وحملت أجمل ما فيك
لمن شاء أن يستنير
ومن شاء أن يعقِل
***
يكفيك أيها اليساري
أنك لا تحاكم البشر على خياراتهم
وتمنح الناس حرية ترتيب أولوياتهم
يكفيك أيها اليساري
أنك جمعت المجد في يديك
وتفتق الفجر من بريق عينيك
وأني أثري سيرتي الذاتية على يديك.