ويسألونني عنك، ويتساءلون في سرّهم: هل ما زالت تحبّه؟
هل ما زال يسكنها؟ وهل ما برح في مخيّلتها وفي داخلها؟
فأجيبهم نعم، فهو ما زال يعيش فيّ كما تعيش الطبيعة في كلّ الفصول.
هو ذاك الخيال الذي يتقمّصني برمّته حين يشتدّ وجع الواقع المرير.
هو سكرتي وجنوني وشهوتي حيث يعصف الحرمان الهدير.
هو نبض لقلبي حيث تخفت الحياة في صمامه.
هو قسمٌ ألوهي عذريّ لا يشاركني آخر عشقه.
هو ذكريات وآمال تتعلق بروحي كي تبقيها على قيد الحياة.
هو ذاك المجهول الذي ترتسم على صفحاته علامات تعجّب كثيرة.
هو الحبّ الاستثنائي الذي تصادفه مرة في العمر.
هو الحقيقة الوحيدة التي تتمنّى أن لا تنتهي أبداً.
هو كلّ جنون الحب الذي يصيبك مرةً في الحياة.
هو الذي تتمنّى أن يشاركك قهوتك صباحاً ولا تمّل.
هو شريكك في السّمر والسّهر، ومنه تستفيض شباباً ونشاطاً.
هو من يتواصل معك بصمت من دون حاجة إلى الكلام.
هو قصيدة رائعة تكتبها كلّ مرة بحروف جديدة.
هو ستارة الاعتراف التي تلجأ اليها كلما تعبت .
هو وطني وموطني الذي أحج اليه في غربتي.
هو عشقٌ غير مألوف او معروف أو ملموس.
هي مشاعر حثيثة توخزك في اعماقك .
تتمنى أن تحياها فلا تأتيك.