عندما نتكلم عن المرأة فإننا نتكلم على قلب الحياة النابض بالحب والعطاء، أساس كل شيء في الحياة، تنشر السعادة والتفاؤل وتعطي للحياة مذاقاً. ولولا المرأة ما استمرت الحياة، وبمجرد حتى التفكير في الحياة بدونها سيعم الغموض والضياع ويضيع التركيز وتتلاشى الكلمات، ناهيك عن الواقع، فإن استطعت أن تشيد بناءً دون حجر الأساس تستطيع أن تبني مجتمعاً بدونها.
قال فيها الفلاسفة هي زهرة الربيع وفتنة الدنيا وروح الحياة.
المرأة هي الابتسامة الجميلة وقمة الإحساس وذروة السكوت،
هي المخلوق الضعيف القوي، هي الطبع الخجول الذي لا تستوعبه العقول، هي اليقين بالعمل، هي الرعاية والاهتمام وكل علامات الاستفهام والكياسة، هي من تضع حدوداً للتعامل معها ويحسب لها ألف حساب. عندما تختار لنفسها إطاراً لتحقيق أحلامها وكأنه إشارات إجباربة، لا يستطيع أحد تجاوز حدود إطارها.
عندما يكون الصمت لديها أبلغ من كل الكلمات، تعرف متى تتكلم ومتى تصمت ومتى تثور ومتى تهدأ.
وتعرف الفرق بين الجرأة والوقاحة. إمرأةٌ لا تكسرها سخافات مجتمعاتنا، فالمرأة المنكسرة لا تثير شيئاً سوى الشفقة.
يقال إن المرأة تسامح كثيراً ولكنها لا تنسى، ثم تسامح ولا تنسي، ثم تسامح ولا تنسى. وفى لحظة غير مبررة تفقد سيطرتها على هذا التسامح وكأنك جئت بالقشة التي قصمت ميزان الصبر لديها، فزاد الحمل على عاتقها، فتبدأ تتذكر كل شيء سيئ مر بها دفعة واحدة دون رحمة، وتحاسبك على أتفه الأسباب، فلا تسامحك حينها. فاحذر هذه القشة التي تضعها على عاتق من تحب فتزيد همها هماً، وينفد رصيدك لديها وتفقدها إلى الأبد، وإن رحلت لن تعود، بعد أن استنفدت الفرص.
جميع نساء الأرض لا تغني الرجل عن امراة واحدة اجتمعت فيها صفات نساء العالم، وقد تتحقق هذه الصفات فيما سبق سرده.
نصيحة لنفسي وكل امرأة؛ لا تظهري لطرف بأن حياتك ناقصة بدونه أو كاملة بوجوده، أنا ضد مقولة النصف الآخر في المجتمع للمرأة. أنت في نظري إنسانة كاملة ولا تكمل نقصاً، ومن يكمل نقصاً فهو ليس بالمهم، ومن الممكن الاستغناء عنه. الاكتفاء الذاتي هو أفضل الحيل النفسية عن طريق إعادة توظيف الطاقة والتجديد. كل الشغف حول شيء واحد فقط، وكل عواطفك وطموحك نحو هذا الشيء استنزاف للطاقة. جددي حياتك بإعادة تدوير الطاقة في الأماكن والمهارات. جددي حماسك. فالحياة بدون طموح وأهداف ناقصة. أكملي نقصك بشغفك وليس بما كان من اهتمامك. ولا ترضي أبداً بالنصف النقيض والمنتصف المميت. والمجد لكل امرأة تؤمن بنفسها، بأنها واحد صحيح، وتجتمع أمامه الأصفار كلما زاد صفر زادت قيمة العدد الصحيح، وأحياناً تتعدى. تعطي النصف وتأخد الضعف مسؤوليتها بعشرة أشخاص في شخص واحد.
هناك مقولة سائدة وفي مجتمعنا العربي خاصة لا يفلح قوم قد ولّوا أمرهم لامرأة. وطالما حق الرد دائماً مكفول، أقول لا توجد قوة في الأرض تساوي قوة امرأة عازمة. ولولا وجود المرأة في حياتك لما كنت أنت. فكوني أنت المرأة المميزة القوية التي تحدث تغييرات في محيطها بفضل سعيها وكسر الحواجز لتحقيق أحلامها وطموحها، وترى أن الحياة قصيرة على أن تعيشها خلف الجدران. فالمرأة القوية هي من تقلب الموازين لتترك بصمة دائمة وبسمة رائعة. واقبلي التحدي. أعشق غروري فأنا البسمة والبصمة، وعظيمة أنا في عين ذاتي... تقبّلوني.