النهار

في ذكرى مئة عام لكتاب جبران "النبي"
جبران فخر الشمال كغصن أرزتنا
هبة الزمان لنا علّة مكانتنا
قلم غزير وفيّاض وهبتنا
هديّة العمر والتاريخ صارت هديتنا
فخر عظيم وعالمي أعطتنا
تأمّلات وفيض وأنوار نورتنا
رسالة حب ونبوءة صارت رسالتنا
بركة الأدب والعطاء باركتنا
وميدالية الشرف قلّدتنا
طلع الصباح من وراء الجبال
بمنتهى الإشراق والجمال
النعومة والدلال
توجّه إلينا وقال
لديكم رسول ونبي
رمز الخيال والكمال
جبران خليل جبران
كاتب وشاعر
نحّات وفنان
لؤلؤ ومرجان
أطلق العنان
ورفع اسم لبنان
"وحلقت الأجنحة المتكسّرة" فى الفضاء
ووصلت الى السماء
عطفت على الضعفاء
أيقظت العلماء
وأنبأت الأنبياء
وقالت لنا بلهجتها الرفيعة
"الشريعة وما هي الشريعة
أنقابل الشرّ بشرّ أعظم ونقول هذه هي الشريعة"
وحوّلت شريعة الظلام
إلى شريعة الحق والوئام
بمصعد الأرز صعدنا
بالدواليب البشرانية مررنا
من ينابيع المعرفة استقينا
تلقنّا وارتوينا
وأنشودة المحبّة غنينا
وتدلت عناقيد الدوالي
وتلالأت كالليالي
برونقها العالي
وفاح العصير اللذيذ الغالي
عزف "الناي"
وغنّى العندليب
فأطرب الدواليب
تكريماً لابن بشري الحبيب
لطلب العيش والعلم هاجرنا
فصارت الكلمة لغتنا
لغة النبوءة نبوءتنا
أطربتنا وأيقظتنا
فأضحى العلم هدفنا
والكلمة عشقت قلمنا
بالحكمة والهدى نوّرتنا
بالمحبة والالهام غمرتنا
الحروف الأبجدية، اكتشفها الفينيقيون
وتآلفت الأحرف المشكّلـة
بالفتحة والضمة والسكون
وصارت التهجئة
لحناً ومرصداً للآذان والعيون
ومتحفاً للفنون
ووصلت مع جبران
لقمّة التالق واللمعان
ورفعت عالياً اسم بلاد الأرز
بلد اللبان، لبنان
والشاعر القروي في البشرانية الحسناء
رمز العزة والصفاء
رفعت اسم بشري والبشرانيات
بشجاعة الحكماء والعقلاء
والمطربة فيروز
الرسولة بشعرها الطويل
كما سمّاها أنسي الحاج
بصوتها المخملي الهادئ
ستذكرنا بمهرجانات الأرز
وموسم الاصطياف والعز
"أعطني الناي وغنِّ
فالغنا سرّ الوجود
وأنين الناي يبقى
بعد أن يفنى الوجود".
ستغنّي شحرورة الوادي
بصوتها الشادي
ستطرب الفؤاد
وسيباركنا الفادي
بعد مئة عام
سيزورنا جبران من جديد
سيحيا بالكمال التام
والذكرى المقدسة يعيد
في 21 أيلول
ذكرى المئة عام
لكتاب النبي
سيغرّد الزغلول
ستدق الطبول
وستبتهج العقول
ستحتفل مدينة نيويورك والعالم
بالذكرى الأزلية
ستعج بالمشاركين
سترتفع أصوات المحاضرين
وستتحد الفلسفة مع الدين
ستلمع الفنون
ستبتهج شجرة الزيتون
ستدوم عبر القرون
وسيبقى "النبي" ملء العيون
سيفتتح الجدار
سيزال الستار
ستزهر الأزها ر
وسيتكلل تمثال جبران بالغا ر
سندق الأجراس
سنحيي الأعراس
سنعتز بالتراث
بالحفاوة والإخلاص
سيطلع القمر
كالأمير الصغير
بضوئه المنير
بهمّة السفير
وسيوحي الشعر لصديقه سمير
والهدايا بالعلب
تفرح القلب
وتفتح الدرب
يا للعجب
"أعطني الناي وغنِّ
وانسَ داءً ودواء"
بعد مئة عام من كتاب النبي
يندمج الطب الحديث مع الموسيقى
لمساعدة المريض للشفاء
لينسى الداء والدواء
على السواء
"هل فرشت العشب ليلاً
وتلحّفت الفضا"
وفرشنا العشب
وتلحّفنا الفضا
بمنتهى الحبّ والرضى
"أما أنت إذا أحببت
فلا تقل الله في قلبي
لكن قل أنا في قلب الله"
بالحبّ والإيمان
بالثقة والوجدان
بالنعمة الإلهية والغفران
سكنّا قلب الرب
كل مئة عام وناطحات السحاب ومدينة نيوبورك و"النبي" ومتحف جبران وجميع أفراد جريدة النهار ولبنان
بألف خير