راجح الخوري، أستاذُنا أمس واليوم.
"أرزةٌ تعانقُ النّجمة"، عنوانُ أحدِ مقالاتِكَ وأستأذنُكَ اليوم لأعبّرَ به عن رحيلِك، يا أرزةً عبرَت لِتعانقَ النور.
كم كان حضورُك مميّزاً وصوتُك حازماً، دافئاً. كم كان فكرُك راجحاً وتعبيرُك واضحاً، دقيقاً، حرّاً وجريئاً. هكذا كنتَ وهكذا بقيتَ طوالَ الأعوام، شاهداً لهذه الأصالة التي علّمتَها للأجيال.
راجح الخوري، كتاباتُهُ تعرّفُ عنه. واضحٌ، صريح، جريء، مؤمِن، يحبُّ ويقدّرُ فعلَ الخير.
أمّا عن لبنان...
لقد كانت كتاباتُهُ صرخةً جريئةً مدوّيَة:
-"دولةُ النّصب والشّعب الضحيّة"
-"ذبح المودعين وتبرئة السّارقين"
-"هدم دعامة لبنان الاقتصاديّة"
-"السّلطة القضائيّة تتعرّض للهدم"
-"قارب طرابلس وتايتانيك لبنان"
-"المخرّبون لا يصنعون خطّة التّعافي"...
كان مدركاً للواقعِ الأليمِ المدمِّر ومُدافعاً شرساً عن لبنان وشعبه.
يا أستاذَنا، يا أرزةً رحلَت لِتُعانِقَ النّور، أنتَ صوتُنا الصارخُ أمامَ الذي يرى ويسمع، لأنّ الذين ههنا صمّوا آذانهم كي لا يسمعوا وأعموا أعينهم كي لا يروا.
أنت في غيابِكَ حاضرٌ وكلمتُكَ فاعِلة، أمّا هم ففي حضورهم غائبون وفي كلمتهم موتٌ لا حياة.
هنيئاً لك في غمرة الحقيقة.
وفي حَضرة الحضور الدائم، فلتنعم نفسك بالسّلام.