أكتب وروحي متعبة تواقة للسلام . فوضى وضياع في أعماقي، مشاعر مختلفة تحملها رياح هوجاء تعصف ما بين فؤادي وعقلي فتمزق بهبوبها شراييني وتشتت أفكاري وتسبب مشاعر الألم والاوجاع. معارك ضارية تدور ما بين نفسي النقية الآمنة المتفائلة وأحاسيس الضعف واليأس والارتباك. نحن نحارب لأجل الخير ولننثر الحق، الجمال والحب الطاهر في عالم يغمره الشر وتسيطر عليه عناكب الاستبداد والشهوات القاتلة للإنسانية في أفئدتنا، لتجعل من الإنسان مجرد مخلوق بالجسد فقط فلا يشعر ولا يفكر بأخيه الإنسان ولا ينعم بأحاسيس الحب والحياة والإيمان.
ظروف الحياة الصعبة تجعلك أحياناً تظنّ أنك انكسرت وغرقت في مستنقعات هذا العالم فتشعر بأنّ الرضوخ أمر واقع فلا أمل في تحقيق مبادئك وما تؤمن به في قلبك وفكرك، ولا من طموح تستطيع تحقيقه في ظلّ هذه الظروف الظالمة التي أرستها زمرة من النافذين فاقدي الإنسانية والأخلاق، مسيطرون على المجتمع بمادياتهم وثرواتهم.
اهرب من هذا العالم والتجئ إلى الطبيعة، إلى السكون، إلى السماء هناك أسمع صوت الخالق بصمت جميل ويسري الهدوء في أعماق روحي فيعود الإحساس الصائب لأهمية كياني، والإدراك الحقيقي لسبب وجودي وقيمة ذاتي في هذا العالم.
مهما واجهتنا عواصف الألم والحزن بسبب قدرنا الموجع في هذه الدنيا وبسبب أوضاعنا العسيرة وأحوالنا المتردية فلنتذكر ولو سقطنا ولو انكسرنا مرات عديدة أننا مهمّين جداً لدى الله العظيم، والقيمة الحقيقية للإنسان هي النفس الطيبة وما نملكه من قيم وأخلاق، من محبة وإيمان في حنايا روحنا وما نكتنزه من علم وحكمة وثقافة في فكرنا. فلننتفض مجدداً وننفض غبار اليأس عن آمالنا ولنسِر في درب العمر أقوياء متفائلين لتحقيق أحلامنا ومواجهة كلّ شرّ وكل خطأ في هذا المجتمع، ونسير واثقين أننا نور الخير في هذه الأرض.