تُشن حروب على الناس فيسقط الكثير من القتلى والجرحى فنهب غاضبين حينما نرى صور المجازر الفظيعة والدمار الهائل وحينما نشاهد أطفالاً مصابين ونسمع صراخ الأمهات المفجوعات فتستنفر مشاعر الرفض والغضب فينا على تلك الأحداث المؤلمة ولكن حينما تتكرر تلك المشاهد علينا يومياً ولا من يبالي بحال الابرياء المستهدفين فليس من رادع للظالم القاتل وليس من عدالة أرضية تقف زاجرة في وجه المجرم فيبقى مستمراّ في أفعاله البشعة بل تزداد في كل يوم تنكيلاً وقتلاً فينموشيئاً فشيئاً إحساس الإحباط في أعماقنا ونعتاد على رؤية صورة المجازر يوماّ بعد يوم حتى تغدوا المشاهد أمراً عادياً وتتخدر مشاعرنا لتموت رويداً رويداً حتى نصل الى وقت نرى فيه أن تلك الأحداث امراً عادياً ولا يعنينا البتة . حينها يكون الشر قد إنتصر في داخلنا وقضى على الإنسان فينا وجعلنا بدون إحساس المسؤولية التي يجب ان تبقى تنبض فينا ليبقى الخير والعدل وتدوم البشرية بسلام وأمان في هذه الأرض.
ما يحدث اليوم في فلسطين من وحشية مجرمة، من قتل النفوس البريئة والسكوت عنه بأسلوب تمثيلي سخيف من قبل دول العالم، وإطلاق بعض الاستنكارات الكلامية فقط دون أي تصرف ينهي مجازر الاحتلال الإسرائيلي وهمجيته في اغتيال المدنيين والاستمرار في المذابح الدموية دون أن يكترث للقوانين الدولية، فننظر كل يوم إلى صورة عمليات القتل وسفك الدماء حتى نعتاد على رؤيتها ويخفت الصوت الصارخ فينا حتى يغمر روحنا الصمت القاتل، "السم القاتل" الذي يجعلنا مجرد أصنام بشرية لا تشعر بوجع الآخر ولا تهتم لأخوة لهم يُنحرون كالخراف أمام أعينهم، فتتحقق أهداف الصهيونية وتروّض البشر كما تريد لتبسط مخططاتها الشيطانية في هذا العالم أجمع.
نأمل من كل روح نقية، من كل إنسان يملك الرحمة والمحبة ومخافة الله، أن يهب للدفاع عن الحق والعدالة والخير ويواجه هذه الوحوش كل على طريقته وكيفما استطاع، والأكثر قوة هو نور الكلمة وبريق الأقلام التي تكشف كل الحقائق وخاصة في الإعلام بكافة أنواعه، فتنثر روح المقاومة في قلوب الأجيال وتبقي نار المواجهة مشتعلة لا تنطفئ حتى تشرق شمس العدل والحق على المظلومين، وتنكسر إرادة المحتل الظالم، وينكفئ إلى أوكاره المظلمة، فيسقط للأبد وينتصر الخير على البشرية كلها.