هدنة وقف النار حتى تنجب الأم الفلسطينية طفلاً حديث الولادة سيقدم دمه فداءً لفلسطين. فلسطين تلك الأرض الحرة الأبية التي شمر رجالها سواعدهم للقتال والجهاد، وربّت الأم طفلها على أن هنالك ما يستحق الحياة، فإما العيش الذي يسر الحبيب، وإما الموت الذي يغيظ الأعداء موتاً شريفاً طاهراً عزيزاً قوياً لا يخضع لقرار ضعيف أو انسحاب جبان أو رصاصة طائشة.
الطفل الفلسطيني هو أشجع رجل عربي عرفته الأم، يمسك الحجر قبل القلم ليرمي به العدو. يصرخ عند الولادة بصوت جهوري يسمعه الجميع: أنا هنا، ولدت وعلى هذه الأرض ترعرت وسأموت فداءً لزيتونها.
يعلم ذلك الطفل أنه يتيم بين الأطفال أو مشرد بين المأويين، أو حزين بين السعداء، ويأبى إلا أن يكون عزيزاً شامخاً منتصب القامة، شهيداً في رحمات الأرض وملكوت السماء، محمياً بدرع شهادة أن لا إله إلا الله.
رحم الله شهداءنا الأبرياء وأسكنهم فسيح الجنان.