ما هو سرك المكنون في أعماق روحك. يمر العمر وتذوب السنون في الماضي وفي كل يوم أتأكد أكثر وأكثر أنك ملاك الروح وأن ما بيننا حقيقة لا تموت. رابط يحيا من نسيم السماء ومن حب طاهر يقطر ندى عطره رويداً رويداً في قلبينا ويرويه فتزهر عيوننا نظرات ساحرة تتفتح ورودها حينما نلتقي ولو من البعيد، وتكتب على وريقاتها كلمات نبض بها القلب وصرخ بها الشوق في أوقات الغربة، ومن دون أن يتفوه ثغرانا بأي حرف، فلغتنا ليست من هذا العالم.
هو اتحاد روحي واندماج وانصهار كلي مجبول بإيمان قوي وراسخ في قناعاتنا وأحلامنا الطفولية البريئة المصانة والمحصنة بسياج من حب ملائكتنا وأمنا في السماء، حيث تخطى كل عقول البشر وقوانين مجتمعاتهم، وغدا حلماً رائعاً في واقع نحيا به معاً.
أنت ملاك الروح وأنا الحارس الأمين ورفيقنا الدائم ملاكنا وأمنا الحنون، نعيش في هذه الدنيا بين الناس بأجسادنا، لكن أنفاسنا وكياننا يطوفان ما بين الأرض والسماء. أقوياء جداً ولا من مستحيل أمامنا ما دمنا معاً في روحنا الواحدة، ولكن إن ابتعدنا نضعف ونشعر بالهوان وبالانكسار، ونحس بأننا مجرد أشخاص عاديين نحيا فقط كالكثيرين لتأمين الأكل وحاجاتنا اليومية، وننام لنستقبل يوماً آخر ليس إلّا، فيصيبنا اليأس والخمول أحياناً ونشعر بأننا ابتعدنا آلاف الأميال عن موطننا ورابطنا، فنصبح غريبين لا نفهم لغة روحنا ولا نشعر أننا سنستطيع العودة والعيش حيث كنا، وبمجرد أن نلتقي ولو لبرهة يزول كل تعب ونعود بلمحة بصر إلى مهد روحنا هناك حيث ولد رابطنا.
يا سيدتي انت يا أميرتي يا أجمل نساء الأرض، حينما تلمس فراشات مشاعري جمال روحك، وتتحسس تنهداتك وتنصت إلى أنفاس قلبك التي تمزج أجنحة مهجتي بحبها الطاهر الوجداني، فيعبّ قلمي من نبع حنانها حتى يغدو جزلان سكران، ويسكب مداده من أحرف وكلمات تعبر لك عن احترامي الكبير وعن حبي العظيم، علّني أستطيع أن أخبرك عن مدى اتحادي بروحك وبكل جزء منك، متمنياً أن تدركي ما يختلج في حنايا روحي مقدار البهجة والحكمة وعشقي للحياة لأنك معي ولأنك "أنت أنا".