بقلم الأب فادي سميا
مورانتاه، تعا يسوع… كلمات نرفعها في زمن الميلاد راجين من المُنتظَر أن يُولد في ظلمة مغاورنا علّنا نجد راحة لنفوسنا القلقة.
سعى المجوس وراء النجم حاملين الذهب لملك الملوك، و اللُبان للكاهن الأعظم والمُرّ لفادي البشرية. ما كانوا من الشعب الذي يُفترض أن يكون شعباً مُختاراً ليستقبل المُخلّص ويحمله للبشرية . كانت قلوب المجوس قلوباً مُختارة لأنّها انفتحت على قراءة علامات المجيء الأوّل. قادتهم أقدامهم إلى مغارة النور، والظلمة تربّصت بهم. فهيرودس الخائف على سلطته والمتوجّس من تَسلّطه أرادهم أن يقودوه إلى مكان الطفل الملك عّله يتنزع حياته قبل أن تُنتزع ملكيته.
أمّا أهل بيته، بيت لحم، فلم يجدوا لأمّه مكاناً لتضع مولودها فاديهم، لولا عطف أحدهم الذي قدّم ليوسف ومريم حظيرة حيوانات ليولد الكاهن الأعظم فيها، فتلك الحيوانات عرفت خالقها ولم يعرفه البشر.
سبح الملائكة "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام" راجين أن يجد الإنسان السلام، وهبّ الرعاة لاستقبال الطفل المولود علّ رعاة الأمم المتناثرة عبر العصور يحذون حذوهم فينالوا من سلام عمانوئيل سلاماً يهدونه للشعوب.
لا يزال هيرودس عبر العصور، يُضحّي بأطفال بيت لحم خوفاً من أن تُفقده براءتهم تسلطه وظلمه وفساده واحتقاره لأطفال مغاور الظلم، الذين قال عنهم الطفل المولود أـنّهم إخوته، وأنّ كلّ ما يُفعل لهم فله يُفعل.
في زمن ظلمة المغاور الفارغة من نور الميلاد، نُعلن الرجاء أنّ هيرودس لن يطول مُلكه، نُعلن الإيمان أنّ أطفال بيت لحم لن يذبحوا إلى الأبد لأنّ المحبة قد تجسّدت طفلًا بيننا وهي أقوى من كلّ أشكال الموت والمنادين به.
مورانتاه… تعا يسوع آمين، الربّ صادق وأمين في مجيئه الأول في تجسّده، وهو صادق وأمين في مجيئه الثاني ليدين الأحياء والذين سبقوا الأحياء لملاقاة الديان.
الويل لك أيتها البشرية من الموت الثاني الذي لا نهاية له، وطوباكِ إن جسّدت حضارة الحياة من خلال ولادة متجدّدة للحبّ في عالم ترهّل لكثرة الحقد في أيامه والكراهية في أحشائه.
وُلد المسيح… وُلِد الحُبّ والسلام هللويا، فلنولد معه وليولد معه إنسان جديد حُرّ من إفناء ذاته.