النهار

بعد 18 سنة على استشهاد جبران... كيف هو حال الصحافة اليوم؟
المصدر: النهار - لارا الحاج
بعد 18 سنة على استشهاد جبران... كيف هو حال الصحافة اليوم؟
صاحب القسَم الذي ينادي باسم الشعب اللبناني المسلم والمسيحي والذي يدعو لأن نبقى موحدين دفاعًا عن لبنان العظيم
A+   A-
صاحب القسَم الذي ينادي باسم الشعب اللبناني المسلم والمسيحي والذي يدعو لأن نبقى موحدين دفاعًا عن لبنان العظيم، قد خسره لبنان.
جبران تويني المعروف بقلمه الحر وصوته الصارخ قد خلّف استشهاده فراغًا كبيرًا في عالم الصحافة اليوم. فكان يقول "الصحافة مشعل لا يعيش بغير الحرية". فهل هو فرض على الصحافيين أن يموتوا لأجل نقل الحقيقة، وعلى طريق الحق؟ فبعد 18 سنة على استشهاد جبران، نرى المشهد يتكرر اليوم في جنوب لبنان وغزة. ففي تاريخ 21 تشرين الثاني، ارتقى مراسلان شهيدان من قناة الميادين وهما فرح عمر والمصور ربيع المعماري بينما كانا يقومان بتغطية أحداث الجنوب اللبناني.
أما في غزة، فقد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، عن استشهاد 86 صحافيًا منذ 7 تشرين الأول، وتأتي سلسلة الاستشهاد في محاولة لتغييب الرواية الفلسطينية والتعتيم على الحقيقة. فدائمًا ما يكون الصحافيون في الواجهة في جميع الحروب والنزاعات.
وفي تاريخ 15 كانون الأول أصيب مراسل قناة الجزيرة وائل دحدوح، بينما استشهد زميله المصور سامر أبو دقة خلال تغطيتهما القصف الإسرائيلي على مدرسة فرحانة في خان يونس في جنوب قطاع غزة. لقد تمكّن وائل الدحدوح من الوصول إلى الإسعاف بعدما قطع مئات الأمتار بعد إصابته، موضحًا في حديث له خلال تلقيه العلاج أنه: "حاولنا عبر التنسيق الممنوح لسيارة الإسعاف نقل المَشاهد بالمنطقة وبعد انتهائنا باغتنا صاروخ". فقد كان القصف الإسرائيلي موجهًا لهما عمدًا، بهدف قتل الصحافيين وإخفاء الحقيقة. بينما بقي أبو دقة على الأرض لـ6 ساعات ينزف ومحاصرًا في محيط المدرسة ولم تتمكن سيارة الإسعاف من الوصول إليه بسبب جروحه البليغة من شظايا صاروخ الاستطلاع الإسرائيلي.
وبالتالي، فالذي يربط بين لبنان وغزة هي معاناة النضال والمقاومة، فالشعبان لديهما تاريخ حافل من النضالات. ففي لبنان يناضل الشعب لمعرفة الحقيقة وراء استشهاد رجال الفكر والحرية، وفي فلسطين يناضلون للعيش بسلام على أرضهم التي لم تعرف يومًا السلام. ولكن رغم الخسارة التي حلت على لبنان بعد استشهاد جبرانه، فإنّ الكلمات والأفكار هي التي تخلّد أصحابها. فكما قال جبران" دعني أعيش، ودعني ابتداءً من اليوم، وبعد الذي جرى ويجري، أفكّر في لبنان أولًا... وأخيرًا". و"لنتعلم عدم النسيان... عدم نسيان الذين ماتوا، وعدم نسيان الأسباب التي أدت إلى موتهم".

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium