ربي، في زمن مجيئك، أسألك أن تغمرني بنورك، وأن تجعل روحي في مزود الإيمان، وأن تُدفئها من أنفاس الثقة والتواضع، وتبارك عقلي ليدرك حبك لي ويفهم أُلوهيتك أكثر، فأبصر بقلبي مقدار عظمتك واتضاعك لشخصي.
ربي، يا أيها الطفل الجميل المفعم بالبراءة والصدق، اسكب في أعماقي بعضاً من قطرات روحك لأغدو عفيفاً صافي الذهن، لا تقلقه هموم الأرض، ولا تغويه مغريات هذا العالم.
فيا إلهي، اجعلني أشعر بسلام وأمان في داخلي، وحصّني من رياح الضعف والانكسار والاستسلام.
آه يا سيدي، يا ملك المجد! كم نحتاج إليك في هذه الأيام، وكم نتوق للقياك يا طفل المغارة؟ ففي الأرض الكثير من الجراح والأحزان والأعداد المهولة من الأطفال الجائعين المشرّدين، ولو أنني أراك في عيون الشيوخ المعذّبين؛ وفي دموع الأطفال ألمح نورك، وفي كل قطرة دم سقطت من إنسان أشعر بعذابك وآلامك التي تحمّلتها لأجلنا.
في موطني لبنان، وفي موطن مهدك بيت لحم، حروب ودمار ومجازر تُرتكب فتودي بحياة أعداد كبيرة من أطفال رُضّع كما فعل هيرودوس في زمن مجيئك، حيث أمر بقتل جميع الأطفال حديثي الولادة خوفاً من أن تنمو وتكبر فتغدو الملك مخلّص البشر من العبودية والاسترقاق والقهر، فتزول مملكة الظالم، وتشرق شمس الحرية. وهكذا في أيامنا، يقصف المحتل، ويضرب بنيرانه المنازل والمستشفيات والمدارس لكي ينهي جيلاً ويبيد أصحاب الأرض خوفاً من أن ينموا ويقاوموا الاحتلال حتى النصر.
نسألك يا إلهي في هذا الزمن المجيد أن ينتهي كلّ صراع، وأن ينبثق فجر الأمل الجديد لحياة أفضل، وأن يسود العدل والسلام في أرض تاقت إلى الهدوء، إلى الطمأنينة، إلى الشعور بروحك تلف أفئدتنا بالدفء وراحة البال.
ليتمجّد اسمك يا طفل الخلاص والمحبّة!