النهار

أحبّوها…
صعبة هي هذه المدينة،
A+   A-
صعبة هي هذه المدينة،
غريبة الأطوار باختلافاتها، بتشتّتها
بانقسامها وشبهها بأهلها.
أهل بيروت، آه وماذا عنهم؟
أكثر الناس بساطة وتعقيداً.
لقد ظلمتهم هذه المدينة، سلبت طمأنينة بيوتهم، وأمواج بحرها هدرت قهوتهم التي كانت تحتفظ بأسرار العجزة عندما يتجمعون على كورنيش "المنارة"، لمناقشة السياسة أو الاقتصاد.
أهلها غرباء عن بعضهم، هكذا يقولون.
لكن مشهد الناس عندما يتجمعون حول عربة بائع الذرة مساءً يفضح الألفة، هذه التي أصبحت ضعفاً في وطننا.
الجرائد في بيروت متشابهة، بلونها الباهت الذي، مع كل عدد جديد منها، ينعى بين سطوره حلمًا.
لكن ماذا لو، أهل بيروت هم من ظلموها؟
ماذا لو استنزفوا جميع فرص النجاة في تجمعات العجائز هؤلاء وجلساتهم السياسية الخالية من مفهوم واحد: "الوطن".
نعم هذا ما حصل، لقد ورثنا نحن أشلاء مدينتنا، ما تبقى منها من دمار وذكريات حروب وانقسامات.
فغريبة الأطوار هذه، رغم صعوبتها وجبروتها، رغم قساوتها علينا أحياناً، عندما تغضب وتصرخ في شوارع "الحمرا" شبه الخالية الآن، تحتاج إلينا.
بيروت تحتاج إلى الحب،
أحبّوها…

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium