وما أدراك من نحنُ! نحنُ تباشير فجر الكرامة عند اضمحلالها. نحنُ شروق التحرير بعد الغسقِ.
نحنُ الوضوح كشمس الضحى، للحقّ وهبنا الأنفس، وبالأنفسِ نضحّي؛ نحن الذين نقدّم الشهداء قرابين لله كالبدور عندما بالليالي الظلماء يفتقد البدر.
نحنُ ومن نحنُ؟ جنوبيون مجاهدون مقاومون لا تنحني جباهنا إلا في صلاتنا لله. نحنُ الذين قيل فينا نحيا كراماً ونموت أعزاء كالزيتون واقفين شامخينَ كبياض الثلج في حرمون.
جنوبيون نحنُ، نعصر الوجع خمراً للروح، وزيتاً لسراج لا ينطفئ؛ نطعم المحبّ من رغيف روحنا، ونذيق المحتلّ من بأسنا طعم المنون.
جنوبيون نحنُ، هاماتنا سحبٌ تمطر عزةٍ وإباء، أرواحنا تعشق الحياة والموت معاً، لا نلين أو نهين أو نستكين؛ في كفّنا اليُسرى قمح أرضنا، وفي الكف اليمنى سلاحنا نصون به العرض والأرض.
جنوبيون نحنُ .. قد شهد التاريخ لنا وانحنى؛ سقينا الأرض عشقاً وفداءً ودِما، وإن عادوا... عدنا في كبدهم خنجراً، وفي حلقهم علقماً...
جنوبيون نحنُ... وما أدراك ما نحنُ!