الخميس - 19 أيلول 2024
close menu

إعلان

"دعيه يا مصرُ يدوي"

المصدر: النهار - محمد سعيد حميد - اليمن
جبت بقاع الأَرض رأيت أنهاراً معلَّقة وبِحاراً مضطربة
جبت بقاع الأَرض رأيت أنهاراً معلَّقة وبِحاراً مضطربة
A+ A-
(1)
جبت بقاع الأَرض
رأيت أنهاراً معلَّقة
وبِحاراً مضطربة
ومحيطات ساكنة
عليها مدن عائمة
ولِمَ العجب؟!
وسماء في الأرض
وأرض في السماء
وما رأيت مومياء
تتباهى في الساحات
إلا عند سيدة البهاء
حبيبتي السمراء
فيا لَلْعجب !
فمن عندها يبدأ الحب خفقه
وبعطرها يتطيّب العرب
(2)
صباح الخير
يا محروسة
صباح الخير
يا سكّر
لو عشقك سكان الأرض يا سمراء
أنا أوّلهم
لو حملوا إليك الشواطئ البيضاء
أنا أوّلهم
لو حملوا إليك نجوم السماء
أنا أوّلهم
إن لم أكن أوّلهم
فما جدوى قلب ينبض
على هذه الأرض
ويتباهى راقصاً على الليلك
بربيع خالٍ من الانكسار
ومعقود بسيف الانتصار
(3)
في حبّك يا سمراء لن أقاسم أحد
حتى وأنا في جبّ اللحد
فصباح الحبّ
يا مصر
صباح الخير يا روحي
حين ترفرف على نيلك
على روابيك
على سحرك
على أزهارك وأطفالك
على نسائك ورجالك
على ذرات ترابك
على ربّان أمجادك
على مواعيدك
مع النصر إذا أقبل
مع الأهرام حين تزأر
وحين النيل يتبسّم
(4)
ذات يوم يا بهيّة
اقتادوك إلى الليل
حين لووا بوصلتك
وأسقطت الرهان
لأنك النهار
وسيدة الانتصار
فدروب النصر من روحك
ونجوم المجد على أكتافك
يشعّ نورها على نيلك
فصباح الخير
يا سكّر
صباح الخير
يا سيناء
فمن قال إن نهارك لا يأتي
ومتى نهارك قد توارى؟ !
وإِنّ كبوتِ في غفلة
عيون رجالك لا تغفو
فصباح الخير
يا شابة
صباح بوسة وراء بوسة
على خدّك
على جبينك
على عينيك
على فجرك
على نيلك
على أمجادك
حصانك عمره ما كان أعرج
و فارِسك عمره ما كان أعمى
يهديك نصره الأبهى
(5)
صباح الخير
يا حلوة
صباح الخير
يا سلطانة
متى تأتين إلى المقهى؟
ولو في النيل نتقابل
وفي الجيزة نتسامر
نتدانى نتمايل
نغنّي لانتصار النيل
لوداع ظلام الليل
للعامل والمعمل
للفلاح والمنجل
للطالب والعسكر
يا أحلى من السكّر
(6)
صباح الخير يا طيبة*
أن غدر الزمان بك
أنا ظهرك وجوادك
أنا منك وإليك
أنا سيفك الأبتر
فكيف اليوم أتنكر
لدماء روت أرضي
لطلّة طيبة على قلبي
وداد الحب أروتني
بحنان عشق غمرتني
وحلاوة روح سحرتني
محال أسير إلى المجهول
بعيد عنك يا سكّر
بعيد عنك
يا مسك يا عنبر
بعيد عنك يا أسمر
(7)
حين ترنحت هامتنا
وأجبر المجد أن يركع
فقال لغير مصر لن أركع
لمن مزق ليل العرب، فقط أركع
لمن أخرس عربدة الطغاة أركع
لمن يتقن صنعَ الفرح
وينشر الياسمين أركع
لمن يحرق المصائد
ويفتت المكائد أركع
لمن يُذيب جبال الحزن
لحادي عيس العرب أركع
فأخبريني يا سمراء من أبارز؟
لأجل عينيك لن أرجع
(8)
أنت يا مصر
بكل خطوة نصر
أنت بلاد باذخة في السهر
أنت بلاد باذخة في العمل
باذخة بحبّ البشر
أنت احتواء الربيع
أنت الابتسامة والألق
أنت احتواء الجميع
أنت في قلب الظلام شهاب
أنت شعاع يلتهم ليل العرب
أنت شذا مجد العرب
كلّ الجمال أنت
كلّ الحضارة أنت
أنت إشراق فجرنا ومجدنا
منذ اقتحم قلبك أرواحنا
فمتى تمزّقين يأسنا
لنحتفي بأمجادنا
(9)
ماذا دهاك يا سمراء؟
سلي الغردقة عني وعن خفقتي البيضاء
سلي أَسيوط عني وسماءك الزرقاء
فقلبي الذي من النيل قد شربا
وفي ميون* يحتضن البحر والسماء
وما زال يرفع كأْس الوفاء
وفي مدارات عشقك
وبريق سحرك
يحوم بفيض حنينك
فكلما رحلت عنك، وإذا به على نيلك
فأطير وأطير عابراً السماء
أتسامر مع أهلك
ونكتة وراء نكتة
وهمسة وراء همسة
ورشفة وراء رشفة
للقهوة اليمانية
تسلي القلب والخاطر
وعند الجدّ لا نقهر
نزلزل الكون
بالقبضة والخنجر
بسواعد من للمجد قد كبّر
(10)
أنت أيها الواهم
إذا أتى تشرين*
تذكّر بارليف* ألف مرة
وأنت أيها العربي
حين تنسى هويتك
انطق باسم مصر
يعود لك رشدك
وحين تلمس قبّة السماء
أعرف أن في قلبك مصر
وحين لا تقدّر قيمة مصر
وتتأبط الخذلان
فإمّا الجنون قد أصابك
أو الهوان هو حالك
فمصر . . في هوائنا . .
وفي تلفاز بيتنا . .
وفي ساحاتنا . .
وقهوتنا . .
ونسائم بحارنا . .
وفي قصائدنا . .
وعلى جبيني بريق مصر
وجوازي يزهو بمصر
فمصر هويتنا
وتاج نهارنا
إذاً أنا لن أضلّ الطريق
فصباح الخير
يا أسوان
صباح الخير
يا سويس
صباح الخير
يا ناصر
صباح الخير
يا نيل
صباح نصرك الآتي
على فجرنا الزاهي
(11)
قبل أن تلد الروم عروش ملوكها
كانت مصر
وقبل شهية الفرس بأطباق الجماجم
كانت مصر
وقبل أن ترقص أفاعي الشرق والغرب
كانت مصر
لذا أنا أومن، يا مصر
أن قدرك مع النصر مكتوب
إن تعثر يوماً لا نلومك
من يفقد دروب النصر
ليس مصر
ومن لا يعرف المجد
ليس مصر
صباحك يموج بالأفراح
أنا أعيش الآن نصرك
وما البهاء إلا بنصرك
قسماً بنيلك الذي إليه . .
تأوي ملايين الأفئدة
أني أرى نصرك . .
من البحر آتياً . .
من السويس آتياً . .
من السماء آتياً . .
من موال فلاح آتياً
من لعب الأَطْفال آتياً . .
من الدفاتر آتياً..
من القصائد آتياً . .
من قسم جنديّ آتياً
من النيل آتياً . .
فيا مرفأ أحلامنا
من عيناك يومض بريق فجرنا
وغيمة حب تطفئ سعيرنا
وتفتح نوافذ نهارنا
وتطرز فساتين أفراحنا
(12)
رعد النيل
لا تكتميه في جوف القلب
دعيه يا مصر يدوي
دعيه يمطر
و ما ختم فمك بالشمع الأحمر
ما مات الحب في قلب النيل
وما كان ابن النيل ضريراً
فها هي أنهار عشقي تنساب إليك
من عرش بلقيس تأتي إليك
فمن يزهو بصدر الأرض غيرك؟!
طوبى لمن سار على نيلك
طوبى لمن ذاد عنك
طوبى لمن عرف السعادة
ونال علَى ثراك الشهادة
طوبى لمن أستشعر السيادة
فمسيرة الفداء على جبينك أنقى عبادة
أبريل 2021
-----
* طيبة – عاصمة قديمة لمصر "2160 ق. م. – 1715 ق. م."، وتعني "الحرم" أو "المكان المقدس". ذكرت في التورات باسم مدينة "أمون"، وقد ذاع صيتها بذات المائة باب من الذهب "مدينة الأقصر حالياً".
* ميون – جزيرة يمنية في باب المندب جنوب البحر الأحمر، أغلقت الملاحة البحرية في حرب أكتوبر 1973م.
* تشرين – المقصود بها حرب تشرين 1973م، أو حرب أكتوبر أو "حرب العاشر من رمضان" كما تعرف في مصر.
* بارليف - «خط بارليف».. الأسطورة الإسرائيلية التي حطمها الجيش المصري في حرب تشرين 1973م.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم