سيدي، لقد فارق اللسان أوتاري، وعزف البكاء ألحاني، ودق ناموس حيائي، فكدت أخفي الوله في عيني، السهر وشوق لقائك وزادت عشرة محبوبي حتى جننت هياماً في رجولته الطاغية، وأحاط الود مقلتي عيني وقرتهما، فصاح جنين العمر بين أحشاء الفؤاد يريد محبوبته تركض نحوه كالغزال بل أسرع من البرق ليلمع في سمائه، يريد أن يرى نور عينيها تشع أمام طريقه لتنير دربه، ولقد أنارت واستكانت ذراعاي بين ذراعيه حتى وصلت إلى أعلى درجات الرفعة تواضعاً في حبه، فزاد منزلة فوق منزلته، وأصبح الوطن والملجأ، وإليه الوصب، أرهق الفكر والعقل حتى وصف لي الدواء وكان هو الداء، فالكلف نبت على وجنتي من شعاع شمس وده الوهّاجة حتى عطشت ليرويني حباً ووداً وعشقاً وكلفاً وصوباً وهياماً وإخلاصاً.
واستشهدت روحي إلى سمائه تناجي روحه، فاستنشق أنفاس اسمي، وما أجمل رد الروح إلى جسدي الممتلئ حباً وودًّا وعشقاً وكلفاً وصوباً وهياماً وإخلاصاً ليتحد الحب ويبقى رواية العمر عشقاً، وماذا بعد ذلك من مشاعر وهاجة. قل لي ماذا بعد ذلك.