النهار

هو أنا
يطرق بابنا كلّ يوم دفتر ذو سطور مهجورة وفي جيبه قلم،
A+   A-
يطرق بابنا كلّ يوم دفتر ذو سطور مهجورة وفي جيبه قلم،
يذكّرنا بالكثير الذي تراكم داخلنا وكأنه يحاول أن يجرّدنا من أيّ ألم.
يذّكرنا بذواتنا الحقيقية التي تختبئ في داخلنا وتكبر صامتة على هيئة عدم،
ذواتنا التي تصافح جسدها كلّ يوم بنظرة خرساء، وكأنّ التخفّي حليفها والسكوت على جبينها ارتسم.
بألّا ننسى، رقّت فؤادها وروحها التي اعتادت الصلابة كأنّها في أيّامها هي الحَكم.
فتراني كلّما طرق بابي أفتح له وأفيض بحبري على سطوره
وكأنّه جسر أقف في منتصفه ولا أريد عبوره
ولو خيروني في يوم بين عبوره والغرق، لاخترت الغرق بلا تردّد.
وكيف لي ألّا أختار الغرق بعدما اعتاد أن يرمّم جدراني ويخمد حقولي بعدما بهتت، وكلّ شيء فيها احترق.
كيف لي أن أمضي عنه بعدما اعتدت اللجوء إليه كلّما ضعفت كتفاي وشعرت بالقلق.
فهو ذكريات الماضي وصديق الحاضر وخليل المستقبل.
هو الربيع الذي يزهر في أيام المطر،
هو الأمان في ليالي الخطر،
هو البيت الآمن بعد سنين كثيرة من السفر.
هو سطوري التي اعتدت أن أنظر إليها بحبّ بعد سنين من الشرود في النظر.
هو دفتري الذي اعتدت أن أصافحه مصافحة العازف للوتر.
هو أنا على هيئة أوراق كُتب بين سطورها كُلّ شيء على البال خطر.
هو أنا التي تذكر الأنا عندما تميل الأنا للانطفاء، كيف تحدّق للشمس بأجفان جامدة؟
وكيف تتمشّى على نيرانها وكأنّها من سنين خامدة!؟


الكلمات الدالة

مواضيع ذات صلة

11/20/2023 8:55:00 AM
2/2/2023 9:18:00 AM
إعلان

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/22/2024 3:23:00 AM
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.

اقرأ في النهار Premium