قُل لي أين ترمي نفاياتك، أقلْ لك من أنت!
البيئة جزء أساسيّ من الوطن، والانتماء والنضال البيئيّ واجب على كل مواطن/ة يسعى لتحرير الوطن من الفساد الداخلي والاعتداءات الخارجية.
تستكتمل جمعية "فكر وإنسان" نشاطاتها البيئية في جنوب لبنان، الهادفة إلى التوعية البيئية من خلال الندوات وورشات العمل وتسهيل عملية الفرز من المصدر عبر حملات النظافة، وجمع النفايات، وإعادة تدويرها.
من أهم المشاريع البيئية المؤثرة إيجاباً في الوعي الجمعي في جنوب لبنان مشروع3R: Refuse, Reuse, Recycle ، الذي بدأته جمعية "فكر وإنسان" في حزيران 2023، بالتعاون مع جمعية "أليسار" وBeyond Plastic Med في موناكو. يهدف المشروع إلى الحدّ من التلوث البلاستيكيّ في البحر، وينقسم إلى ثلاث مراحل: أولاً: استهداف 35 مدرسة بالندوات وورشات العمل مع الطلاب، وبعدها وضع حاويات في المدارس، وتعليم التلاميذ كيفية فرز النفايات من المصدر، ثمّ تقوم جمعية "فكر وإنسان" بجمع النفايات لإعادة تدويرها في المركز. تتضمن هذه المرحلة أيضاً تنظيم رحلات تعليمية بيئية للتلاميذ إلى مركز فرز النفايات.
ثانياً: تنظيم أربع حملات نظافة هادفة على شاطئ صور وشواطئ أخرى. هذه الحملات البيئية فريدة من نوعها، لأنها فعّالة وتفاعليّة، حيث يقوم أعضاء جمعية "فكر وإنسان" خلال تنظيف الشواطئ بالتحدّث إلى روّادها، والاقتراح عليهم المشاركة في حملات التنظيف، ثم يتمّ أخذ النفايات إلى المركز لإعادة فرزها.
ثالثاً: استهداف ثلاث بلديات لتدريب العمّال والأعضاء والموظفين في البلديات للعمل على تعزيز ثقافة الفرز من المصدر وإعادة التدوير والبيئة والحد من استخدام البلاستيك.
إضافة إلى ذلك، تم استهداف 15 مطعماً وكافيه في منطقة صور، حيث تمّ تدريب الموظفين على الفرز من المصدر. يتم أيضاً تنظيم مباراة لأربع مدارس في نطاق منطقة العباسية، بعد الانتهاء من التدريب وورشات العمل. تتمحور المباراة حول اختيار أفضل مدرسة وطلاب/طالبات استطاعوا الفرز الجيّد من المصدر، وجمعوا أكبر عدد من النفايات الصّلبة. ستحصل المدرسة الرابحة على جائزة بقيمة مئة يورو، يُمكن التبرّع بها للصليب الأحمر أو للجمعية أو لأيّ نشاط في داخل المدرسة.
يستمر هذا المشروع البيئيّ حتى نيسان 2024، وتستمر بعده نتائجه النضالية في مجال محاربة التلوث، وبالتالي الحدّ من التغيّر المناخيّ في بلد شهد ولا يزال يشهد كلّ أنواع التغيّرات.
المشهد البيئي اليوم في جنوب لبنان ضبابيّ في ظل استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً كالفسفور وشبه غياب للمنظّمات الدولية التي تعنى بالبيئة وبمحاربة التغيّر المناخيّ. لكن المبادرات المحليّة المستقلة تبقى شعاع أمل في نفق يُضخّ فيه الظلام من الداخل والخارج!