النهار

جعبتي الغالية
في جعبتي: أوراقك حبر قلمك، زهرة صمّدتها بين أوراق كتابي
A+   A-
في جعبتي: أوراقك حبر قلمك، زهرة صمّدتها بين أوراق كتابي، خصلة من شعرك خبأتها في علبتي الصغيرة ألامسها بأصابعي كلما وددت أن أسرّح شعرك، قلادة جعلتها بوصلة حياتي دوماً أينما سرت وكيفما اتجهت. رسائلك التي نقشت فيها روحك "أحبك" ورسمت فيها أجمل لوحات مشاعرك وحنانك، جعلتني أحب طعم الجوز والسمسم بعدما أهدتها لي يداك، وكتفي الذي جعلته معبداً لحبنا بعدما تعمد من قبلاتك ومن خطوط حروفك وحفرت عليه مذبح حبنا للأبد، فلا تفارقه عروقي ونبضات فؤادي. عطر كف يدك مازال مفعماً فواحاً من شفاهي، تغلغل في رئتي وغدا أنفاس الفرح والأمل في حياتي وختمنا عهدنا بقبلة الروح التي جعلتنا نتحد بالعقل والقلب. كل ضمة غمرتك بها نحو صدري بعثت في كياني حياة إنسان من جديد بعدما طرحته الأقدار والهموم وظلم المجتمع في وهاد اليأس والألم، من نظرات عينيك خلقت فيّ طفلاً كان يركض مسافات طويلة على أقدامه ليراك فقط هنيهة ويحدثك للحظة عن حبه الكبير، آه كم غدوت أهوى القهوة الجاهزة والتي كنا نحتسيها معاً بالسر فكنا نسرق دقائق من الزمن بعيدين عن العالم وبشره ونشعر أننا في وطننا، في بيتنا معاً بحرية أحاسيسنا الصادقة وبحبنا الطاهر نسرد ما في أعماقنا وترسم السعادة، البسمة البريئة على وجوهنا. أصبحت أحب الكلاب بعدما كنت أكرهها لأنها كانت تخيفك وتبعدك عن إكمال سيرك نحوي واليوم تذكرني بتلك اللحظات التي عشناها معاً.
في جعبتي الأهم والأغلى من كل تلك الكنوز التي ذكرت ألا وهي دموع سكبناها معاً على صدورنا وضحكات أطلقناه معاً من أعماقنا، وعد مقدس أمام الشمس وتحت ظلال السماء وبرضى الله وأمنا وملاكنا ووصايا غدت أساساً لمستقبلنا ولرابط روحنا، في جعبتي أنت وروحي أنا فأنا هو وهو أنا...



الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium