النهار

"ذكرى"
أعيش على ذكرى شمسٍ غاب ضوؤها ولم يبقَ منها سوى النار في كبدي.
A+   A-
أعيش على ذكرى
شمسٍ
غاب ضوؤها
ولم يبقَ منها
سوى النار في كبدي.
أبكي على ماضٍ
كان الموت فيه
أخفَ سكرةً
والقصيدة
كانت أشبه
بوشاحٍ حريريّ
ينساب على عنق الخيال
وصدر المناجاة
من الشعر.
اكتفيت من الالتفات
والحنين
فكلّ الأحزان التي
أضاعت عناوينها
تعرّج إلى رأسي
وكلّ الدموع
تتعثّر خطواتها
على ضفاف جفوني.
أما من إجازة
لهذه الحرب؟
أما من يدٍ
تلملم القتلى
وأيّامي؟
فإكرام الأيام دفنها
وإكرام الموت بالنسيان.
سَمَوت بهذه الروح
فوق قدرها
حين أكرمت أحزاني.
الخوف!
أنيس الليل
قرين سريري
يرشّ عطر الحنين
يطفئ آخر سيجارة
في علبته.
يخلع نعليه
المتسّخين
بأفكاري.
يشرب آخر حبّةٍ
ويدخل بكامل البطء
معي تحت الغطاء
وينام وينام
حتّى هاوية الموت
وأسهر عليه
من حمّى الأمان
التي قد تصيبه
أتركه...
أمشي..
ألعب في الستائر
أحضر كوباً من الأعشاب
أحدّق في الصور
القديمة على الحائط
أحاول أن أجد وجوهاً
جديدة!
أرتّب كلّ شيء مرتّب
يأكلني الظلام
كلّما نظرت خلفي.
أبحث عن امرأة
تتشبّث معي
ببقايا الضوء
على جدار الأمس
امرأة
تشاركني الخوف
على السرير
الذي أصبح سفينة
تبحر في أناي.
ننتظر معاً شيئاً ما
سيحرّك ركود
هذه العبثية المفرطة.
أتثملين معي
من هذه الكأس؟
ففي أمسية الألم
أحضر ولادة السماء
وأعود وحدي
لجميع العصور.
أتكونين اليوم
ضحيّة معي؟
سئمت الموت
كلّ ليلة وحدي
وضجرت وحدي
من زيارة القبور.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium