أيمكن أن تحبّني أكثر؟
لست بخير هذا المساء
أحارب أفكاري وهواجس الليل المخيف
أطارد أحلامي الدافئة ككوب قهوة
كأغنية ملّت من التكرار والصراخ.
في قلبي طيف يُلاحقني
وأنت هنا تملأ كياني، تملأ فراغاً
تعبث بخصلات شعري
تسكب قهوتي الباردة على أوراقي
تصحّح قصائدي
تهمس بكلمات حنونة بعثرها الوقت
ومحا من حروفها مرور الأيام
قل شيئاً
قل صمتاً
قل جنوناً
أتعبني صمتك وهدوء المكان.
لست بخير هذا المساء
أغنياتي سرقها الوقت اللعين
كلمات قصائدي
في مدفأة البرودة والبُعد
أراقبها بلا مبالاة هناك تشتعل
تحترق وتتحول رمادا.ً
الليلة عاشقة أنا أم كاذبة
ليتني أعرف بماذا أفكر؟
ليتني أفهم مشاعر تحوّلت أصناماً
يلفّها الصدأ والنكران.
تحبّني بلهفة وضجيج يشبه صمت
الكلمات على صفحات الكتب
لست بخير هذا المساء
أيمكنك أن تحبّني أكثر؟
أيمكنك أن تعرف ما يحدث في داخلي
في غرفتي، في صمتي
في جنون كتاباتي؟
أكتب، وأكتب، ويبقى الكثير في حبر أقلامي
يرفض أن يبرز إلى الضوء
يفضّل أن يبقى في زوايا الأحلام،
في عمق العتمة وفي السّر.
أنت هنا، في أفكاري تتنزه وتدخّن
تدندن لحناً حنوناً
تراقب، وخلف دخان سيجارتك تختبئ
لو تغادر المكان بهدوء
كنت أقفل باب قلبي بالأغلال
كي لا تعود.
لست بخير هذا المساء
أيمكن أن تحبّني أكثر؟
إن فعلت يا رجلاً حيّرني وبعثرني
وملأ ذاكرتي بضجيج كلمات قصائده
كنت لأصبح هذا المساء بخير
كنت لأغدو أفضل
لست أنسى، لا قدرة لي على الهروب
أمسك قلبي وأجمع من ذاكرتي
رماد الحروف، وألوان الأحلام الهاربة
أراك وألمح خيالك هنا في المرايا
بين أصابع يدك يغفو فنجان القهوة
المنسيّ على حدود النعاس والنوم
وعلى الورق
ترتسم ملامح قصيدة مجنونة
أراك هناك
تغلق الباب خلف دعسات خجولة
خلف حدود الزمن التائه
خلف الوجع واللهفة وثقل القلق
والانتظار
وتغادر بصمت وتختفي
هذا المساء البارد
أيمكن أن تحبّني بعد أكثر؟