النهار

الساعة صفر
ضبابية المرحلة تحتم علينا الترقب الحذر من تلبّد غيوم سوداء محملة بالحرب والويلات آتية من حدودنا الجنوبية وربما الشرقية أو الغربية، أو ربما من البحر، وربما وهي الأقرب للواقعية من الداخل.
A+   A-
ضبابية المرحلة تحتم علينا الترقب الحذر من تلبّد غيوم سوداء محملة بالحرب والويلات آتية من حدودنا الجنوبية وربما الشرقية أو الغربية، أو ربما من البحر، وربما وهي الأقرب للواقعية من الداخل.
فلا فرق، فجميع الاتجاهات سيّان وشبح الحرب يلبّد سماءنا ولن يزيد طيننا إلا بِلّة.
فمع سلطة متسلّطة غائبة بلا رأس وحكومة تصريف أعمال (خنفشارية) لا تمتلك سلطة قرار من سابع المستحيلات أن تتفاءل بخير قد يأتي منها أو بانفراج نتنفس فيه الصعداء قليلاً.
فمرحلة استنزاف الوقت الضائع أصلاً بات مكشوفاً للعيان، مسبباً اللعيان، لكن ما يسبّب اللعيان أكثر هو خنوع وخضوع السواد الأعظم من الشعب (الغنم) للأصنام الآلهة الثلاثة العصرية الجديدة (الطائفة - الزعيم - المنطقة)، هذه الابتلاءات الثلاثة هي نقطة ضعف كلٍ منا على حدٍ سواء لمن يريد (وطن) ونقطة ارتكاز وهمية يستقوي بها الأغلب من الشعب تحت منظومات متعددة منها على سبيل الذكر لا الحصر (الفوضى الخلاقة) فهي الأفعى التي ترغب بالتهام كل حجر عثرة بوجه المشروع الأحادي المتشرذم الذي يسعى لتقسيم لبنان كونفيدرالياً الذي بات للبعض حلاً بديلاً للخلاص مرغمين عليه رغم أنوفهم كطوق نجاة بديل عن شبه وطن ممزق تعبث به سلطة فاسدة دموية ومن خلفها صبيانها الرعناء ينشرون الرعب في الشوارع بالقيام بعمليات تعدٍّ على أملاك المواطنين وقطع الطرق على البعض الآخر والقيام بنشلهم وسرقتهم في وضح النهار (وعلى عينك يا تاجر) دون حسيبٍ أو رقيب.
يعيش اللبنانيون منذ نحو ثلاثة أعوام ونيّف أزمة اقتصادية خانقة، صنّفها البنك الدولي على أنها الأسوأ، وأدت إلى انهيار العملة المحلية وتراجع كبير في القدرة الشرائية لمعظم المواطنين، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
فالأزمة الاقتصاديّة وتداعياتها حوّلت سويسرا الشرق إلى ساحة مفتوحة للاعتداءات تحت شعار "أنا ومن بعدي الطوفان". واللافت مؤخراً هو "وقاحة" المعتدين الذين راحوا يُهاجمون ضحاياهم كباراً وصغاراً حتّى في وضح النهار.
فلا علم لدى القوى الأمنيّة بكل الحوادث التي تحصل على الطرق اللبنانيّة، ما يجبر المواطنين على اعتماد شريعة الغاب أو أخذ الحقّ باليد وعدم اللجوء إلى الأساليب القانونيّة الرسميّة لاسترجاع ممتلكاتهم
وتُرجح مصادر متابعة للملف أن تشهد المرحلة المقبلة ارتفاعاً كبيراً في السرقات ومحاولات القتل والنشل نتيجة الظروف المتردّية التي يُعاني منها القسم الأكبر من الشعب وسط ارتفاع معدلات البطالة والفقر.
معظم السرقات تكون على شكل أعمال فردية بسبب الفقر والوضع الاقتصادي المتردّي وليست مؤشراً على ارتفاع عدد العصابات في لبنان.
وطبقاً لأغلب السرقات، فإن نحو 99% منها تُنفَّذ على الدراجات النارية، حيث يستقل اثنان الدراجة ويقوم أحدهما بالسرقة بينما يتولى الثاني القيادة.
لا يختلف اثنان على أن مقوّمات الأمان في لبنان لم تعد متوافرة، والأسباب التي أدّت إلى هذه المرحلة واضحة، إلّا أنّ الحلول الجذريّة مفقودة. فالأمن والأمان يتطلبان مقوّمات عدّة لوجستيّة وماليّة تعجز الجهات الرسميّة عن تأمينها على الرغم من تطمينات وزير الداخلية والقيّمين على المؤسّسات الأمنية الذين يبذلون أقصى ما بوسعهم، غير أن الأمور تخرج عن سيطرتهم أحياناً وخصوصاً في بعض المناطق التي لا تخضع لسيطرة الدولة وأجهزتها. وهو ما يعزز تزايد الكلام عن الأمن الذاتيّ للمناطق والأحياء.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium