النهار

تأثّر الاقتصاد بالاعتداءات على الجنوب
المصدر: النهار - د. خلدون عبد الصمد
تأثّر الاقتصاد بالاعتداءات على الجنوب
منذ بداية العدوان على غزة، واشتراك جنوب لبنان بهذا الصراع ولو بشكل محدود وتزايد عدد الشهداء يومياً
A+   A-
منذ بداية العدوان على غزة، واشتراك جنوب لبنان بهذا الصراع ولو بشكل محدود وتزايد عدد الشهداء يومياً، تمّ تسجيل أضرار مادية هائلة جراء القصق الإسرائيلي لمنازل ومحال المواطنين في الجنوب، إضافة الى المؤسسات التجارية والأسواق والمدارس والمصانع والحقول والتي امتدت إلى عمق الأراضي اللبنانية، لاسيّما صيدا وبيروت.
ولعلّ أولى الخسائر كان القطاع الزراعي والذي يعتبر القطاع الأساسي لسكان الجنوب اللبناني، فتلف الأراضي الزراعية كان هائلاً فالحرائق الناتجة عن القصف أو المواد الفوسفورية التي يستعملها العدو الإسرائيلي كانت كفيلة بضرب الموسم الزراعي كاملاً، وفي سياق متصل كانت لتربية المواشي والثروة الحيوانية في الجنوب من صيد بحري وبري وجوي مأسٍ كبيرة أيضاً.
وتضرّرت القطاعات الأخرى بنسبة كبيرة أيضاً، فالصناعة في جنوب لبنان توقّفت منذ بداية الاعتداءات الإسرائيلية، فأقفلت معظم المصانع والمحال، وكانت الهجرة القصرية لأهالي الجنوب نحو مناطق أكثر أماناً السبب الرئيسي في توقف القطاعات الاقتصادية أيضاً فأقفلت المدارس والأسواق وخلت من روادها مع الهجرة المذكورة، وبالتالي أيضاً ضرب قطاع التجارة والخدمات والسياحة إضافة إلى الزراعة والصناعة، وبالتالي امتدّ هذا الانكماش إلى الأسواق اللبنانية كافة مع تخوّف اللبنانيون من امتداد الحرب كما في العام ٢٠٠٦ فسعى السكان الى تخزين المواد الغذائية والاكتفاء بشراء الضرورات والحاجات الأساسية ما أدّى إلى انكماش هائل في الأسواق قد ينعكس سلباً على القطاعات المالية والنقدية توازياً.
إنّ الخوف كلّ الخوف من امتداد الحرب أو امتداد فترة الصراع الحاليّ ما قد يزيد في أزمة لبنان الاقتصادية تسارعاً، فمع هذا التخوّف وهذا الانكماش بالتأكيد سيطال كافة مفاصل المؤشرات الاقتصادية في لبنان، والتي اصبحنا نراها فعلياً من غلاء للاسعار وزيادة نسب البطالة وتباطؤ سريع للنمو والتحويلات الأجنبية.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium