كم هي عقيمة أفكارنا، تتأرجح بين الشك واليقين
كأنها ذبذبات رتيبة مقيتة تعيش على هواجسنا
بات الشعور مغلفاً ببطانة خادعة متملقة
وابتسامة جميلة الشكل وباطنها سم أفعى
نستقبل بها أنفسنا في صباحاتنا،
نخدع أنفسنا بوهم الحياة، وما الحياة سوى حياة،
ولكن نحن من صنع ذاك الوهم
فعذرية العيش وفطريته قتلت بدم بارد
واﻵتي... أعظم
لا أتنبأ... لا أنجّم... لا أضرب بالمندل
إنه شعور يا سادة فقط
ذاك الشعور المتولد
من رؤية اﻷخوة عندما ينهشون في لحم بعضهم البعض
من عندما يصبح للكاذب ألف منبر ويسمع له ويصدق
من عندما يصبح تفتح اﻷزهار مضرجاً بالدماء ويصبح المنظر غصة
من عندما يصبح الحق معروف ويهمل
والباطل موصوف ويتبع
وتسمع أكثر مما ترى... وتحزن أكثر مما تفرح
من عندما يدعون الحق... ويا ليتهم يعرفون الحق حتى يحررهم.
ولكن... أكثرهم للحق كارهون
هنا... تشعر بحضور ضيف باتت زياراته في هذه اﻷيام قليلة (الضمير)
ذاك المنفي في صدور الغربة
بات شريداً... غريباً يخاف الكثير من ااقتراب إليه
الشمس شاحب لونها كأنها تغرب صباحاً
وصرير النفاق ينتشر كضباب أسود يغزو اﻵذان ويهز اﻷبدان.
تراه في كل مكان حتى بات ضيف شرف في عولمة اﻹنسان.
بسمة اﻷطفال زوروها وباتت إعلانات في الطرقات.
عذرية المشهد باتت بلا حياء... كم بات رخيصاً سعر الجسد.
وهمٌ تلو وهم... تسمع خربشاته في رأسك
تريد فعل شيء... ولا شيء تفعل
فاﻷيام كسكين تقطع من أعمارنا أوراق الزمن
ويتوقف المشهد عند اﻹشارة الحمراء
وثم يتكرر...
كلاكيت مرة ثانية... وثالثة... وعاشرة ومئة وألف
بكل رتابة بكل وقاحة لا نتعلم من التكرار
ومع سبق اﻹصرار والتصميم
نقتل بأيدينا فطرية ولادتنا
وندّعي بأننا شهداء الضمير